كمال كرار يكتب: أم دوانة صراصر وبالعكس

متابعات/ الرائد نت

في الطريق إلى أم دوانة في قلب الجزيرة الكثير من الأرض الزراعية أصبحت مرعى للبقر والضأن بعد أن لحقت بالمزارع خسارة فادحة.
فالقمح أصبح وبالًا عليه، فالفدان الذي كلفه ٢٦٠ ألف جنيه في المتوسط، عائده الآن ١٨٠ ألف، وكيف يسدد ديونه؟ وكيف يسد رمقه؟ وكيف يزرع من تاني؟ هذه أسئلة لا تهم الحكومة.. التي (زاغت) من سعر التركيز وصرفت قروش الشعب على البومبان.
وفي الجزيرة عرف الناس من زمن الاكتفاء الذاتي، واستمتعت هنالك بلقيمات (رابعة) من قمحها السوداني، وكسرة قمر الحمراء من حواشتها، والويكة التي تنتجها الجزيرة، واللحوم من الماشية التي وًلدت وتربت هناك.
ولولا الصندوق والبنك الدولي والمكون العسكري وإبراهيم البدوي لكان مشروع الجزيرة نهض وحمل الاقتصاد على كتفيه.. ولكن يبدو أننا سننتظر الثورة القادمة.
والثورة المنتصرة رأيتها شوف العين وسمعتها في كلمات شباب المقاومة وتحالف المزارعين والحزب الشيوعي بالمنطقة، وهم يعرفون أن الطريق لهزيمة الانقلاب واستعادة المشروع يبدأ باسترداد اتحاد المزارعين، ووحدة القوى الثورية وتصعيد النضال.. حتى الإسقاط التام.
يستلهمون نضالهم وتكتيكاتهم من الإرث الثوري الذي خلفه مناضلون أسطوريون.. الأمين يوسف، يوسف أحمد المصطفي، عبد القادر، بابكر بلة، برقاوي، والشايقي وغيرهم من رواد حركة المزارعين الذين انتصروا على الطغاة في كل زمان ومكان..
ويا أيها السدنة والتنابلة انتظروا مواكب المقاومة والمزارعين القادمة من كل فج عميق.. وتحالفات المزارعين عصية على التركيع.
ثلث السودان مواجه بالمجاعة هذا ما قالته منظمة الفاو، والحرب الروسية الأوكرانية هددت إنتاج الغذاء في العالم.. والدول الإمبريالية تحطم مشروع الجزيرة لأن من يمتلك قوته يمتلك قراره.. وحل مشكلات الاقتصاد بالإنتاج ولا طريق غيره.
وقديمًا قال المأفون البشير إن مشروع الجزيرة تربية شيوعيين، ونعم التربية يا أيها المجرمون الذين رباكم صندوق النقد الدولي فأصبحتم عملاء له وأعداء للوطن.
وأي كوز مالو؟.

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.