إسحق أحمد فضل الله يكتب: أُم سمير

متابعات/ الرائد نت

والسيدة أم سمير….
تطلبين الحديث مع سمير بأسلوب الكلام أمس الأول… مع إياس
وتقولين إن سمير الشاب يطلب وسيلة سريعة لإصلاح الاقتصاد…
وتطلبين الحديث الذي
……
أستاذة … لسمير نقول
علبة بذور نوع معين من الشجر كتبوا على ظهرها…
((… إرشادات….))
احفر حفرة….
وضع البذور…. وادفن الحفرة
وصب الماء على البذرة
ثم ابعد وجهك بسرعة…))
الاقتصاد يا سمير لا تنبت شجرته بالسرعة هذه
وكذلك الاقتصاد لا يصلح ما دام أسلوب العلبة المقدودة يعمل
ففي الجيش يـجـعـلـون الجـنـدي يـحـمـل علبة بها ثقوب وبالعلبة هذه يظل يجري ويملأ العلبة من حوض ممتلئ ليملأ برميلا ضخماً
وفي الاقتصاد السوداني ثقوب وثقوب كلها يُصنع عمدا وآخرها أحداث بورتسودان
ثم هناك الناس ذاتهم الذين يثقبون برميل الاقتصاد السوداني
والسودان يتميز بالإبداع في الخراب..
وتحدِّثين / في ابتهاج مستحق تماماً/ أن ولدك سمير يحب الكتب….
ونحن نحب من يحب الكتب
ونجمع بين حبه للكتب وبين طلبه معرفة ما يجري بأن نحدِّثه بما حدَّثت به بعض الكتب عن السودان
وعن عجائبه
فعن الاقتصاد والسوداني والعبقرية في هذا نحدِّثك حديث الكتب
وعن معضلة الحكم وعبقرية الحل السوداني ننقل إليك حديث الكتب
فعن العمل والإنتاج (ووسائل الإنتاج) قال التونسي في القرن التاسع عشر
( والمزارع هناك/ يعني في بعض نواحي السودان المزارع لا هو يزرع ولا هو يحش…. فالمزارع يكتفي بأن يعلق باطية ( قربة) خمر في كل ركن من أركان المزرعة…
وبالأركان هذه يحدد حدود مزرعته…. يحددها لفهم مدهش جدا…. الرجل يقضي الليل في بيته ثم يعود في الصباح إلى المزرعة ويجد أنه قد جرى حش وتنظيف المزرعة باتقان لا يستطيعه إلا الجن…. وإن الخمر قد اختفت….
وتعامل السوداني مع الإنتاج يتفوق على العالم بأسلوب ومهارة / وراحة/ لا يمكن تقليدها
وعن معضلة الحكم في السودان في القرن السابع عشر يقول التونسي إن الحل بديع جدا…
التونسي يحكي عن الحكم في المملكة السودانية تلك ليقول إن الملك يختاره الكبار ويدخل قاعة العرش
ثم…؟؟؟
ثم يبدأ الأمر الغريب الذي لا مثيل له في الأرض
قال..:: والملك عند دخوله قاعة العرش فإن أول ما تبحث عنه عيونه هو
رجل معين…
وخنجر معين
والخنجر معلق فوق الكرسي مباشرة وهو الخنجر الذي سوف يتناوله شخص هو ( الاب كرا) ويمسك بالملك ويذبحه والملك لا يرفع اصبعا للدفاع فالتقليد هو ذاك…
والسودان اليوم لا يستطيع أن يقوم بهذا وإنما نحكي لأسباب منها أن
السودان عجیب
وأن المشكلة الاقتصادية هي هي
وأن مشكلة تبديل الحاكم هي هـي… فإنك إن قرأت حواشي ذبح الملك هناك وجدت أنها ليست أكثر من المشكلة الاقتصادية
……….
وتقولين أستاذة… إن ما شجعك على الكتابة إلينا… وإلى درجة تحديد الموضوع وتحديد الأسلوب هو أسلوب حديثنا مع إياس ….
والـكـتـابـة… كتابة الحـكـايـات هينة ولـذيـذة…. وتعجبنا خصوصاً أننا بعد قراءة واسعة نحمد الله عليها نجد أنه لا جديد في التاريخ
وأن كل ما يفعله الناس وما يلقونه الآن ليس أكثر من طبعات جديدة للروايات المكررة في التاريخ كله…
والسودان الذي لا يكف عن الجديد يجدد حتى هذا القانون (قانون أنه لا جديد) والسودان بقحت يأتي بالجديد… الذي لا يخطر بعقل…
ومن بدائع قحت فضح بعضهم بعضاً بصورة مدهشة
وامسكي ما يطلقه مناع قال عن قحت( این اختفت المليار وتسعمائة مليون دولار التي وجدت في بيت البشير)
ومعروف من وضع يده عليها
ومن يصحبه في الأغنية…. من يصحبونه في حقيقة الأمر يشيلون الشيلة ويرمون الرمية عن مليارات وعن مصادرات ( قالوا يجب مطاردتها في الخارج)
وعن …. وعن…. والعنعنة هذه يقاطعها من يطلب ما تطلبينه أستاذة أم سمير ويقولون
كل حديث لا يقود إلى إصلاح الاقتصاد… ما دايرنو…
وإلى درجة أنهم يكررون اعترافات القحاته بأن كل ما يجري من مظاهرات وصراخ ليس أكثر من مسرحية تغطي بها قحت حقيقة أنها سلَّمت كل شيء للجيش…. وأن أمريكا قالت لينا خلوا الموضوع سري
وهكذا أستاذة أم سمير نتجاهل كل شيء عدا الاقتصاد…
وهنا لعل الشاب سمير يقول لنا ولك
طيب… الحـديـث انتهى…. الاقتـصـاد/ الحـل وينو…؟؟
وما لم نقم نحن ووزير المالية بتعليق بواطي الخمر حول السودان فإننا لا نرى حلا
و( لا نرى حلا) جملة لا تعني أنه لا حل… بل تعني انه إن تعاون الجميع…. واغلقت الثغرات…. بقانون عنيف… وقام البرهان في تعامله مع الشعب بالتخلي عن محاولة إخفاء طلوع الفجر عن الديك…. إن حدث هذا بدأ السودان عملاً يقود إلى اقتصاد ولو بمشاركة ناس البواطي

..

التعليقات مغلقة.