الصادق مصطفى الشيخ يكتب: العدالة الانتقالية (1)

متابعات/ الرائد نت

الربكة التى تعرضت لها مركزية الحرية والتغيير بعد اللقاء المفاجئ للمبعوثة الأمريكية مولي في والسفير السعودي بالخرطوم علي جعفر حسن والمجلس العسكري بكل عدته وعتاده، وإن كان البرهان قد غاب عن الاجتماع كعادته لكنه قام بإيكال هذه المهمة لنائبه على الدوام حميدتي.. فالبرهان كان قد ألقى كلمته ليلًا قبل اجتماع الآلية الثلاثية مع الجبهة الثورية وممثلي الكيزان (المؤتمر الشعبي) الذى واصل انتهازيته التى ظل يمارسها خلال ٢٣ سنة عندما طالب في فرصته بإطلاق سراح قادته السنوسي وعلي الحاج، ولم يشير لتوباك، والننة، ومصعب الشريف، وعبدالله سليمان كأنهم اعتقلوا لحيازة مخدرات، ورغم أن السنوسي وعلي الحاج كانوا أكبر داعمي قرارات 25 أكتوبر الانقاذ ومعاوني النظام حتى سقوطه، فهدد الشعبي بالانسحاب من الجلسات إذا لم يطلق سراحهم، فتكشف للآلية الثلاثية التي كانت تعتقد أن من اختارتهم لمناقشة قضايا البلد وليس قضايا خاصة، فنعت الآلية نفسها وأعلنت فشلها لضحالة ومحدودية فكر الجالسين، ورغم أن تلك ضربة قوية للعسكر الذين استماتوا لإيجاد هؤلاء وأولئك، في ردهات الحوار الذي تناولت قفازه السفارات الأجنبية التي نجحت في طعمها الذي رمته لقحت بمسارعتها برمي شعارات الثورة ولاءاتها الأربع، فجلست للعسكر في وضح النهار دون شرط أو قيد وطفحت بالحديث عن خروج العسكر بشرف وعلاقة جديدة مع المؤسسة العسكرية، وهي ما ينعى توجه قحت للثوار والشهداء بتغييب العدالة الانتقالية لأجل ابتعاد العسكر عن العمل السياسي، وهو قرار اتخذته المؤسسة العسكرية قبل أشهر عقب اجتماع قيادات الجيش بعد الضغط العنيف للشارع الذي واجه الانقلاب بشراسة وما زال…
قحت رغم مغازلتها للآلية الثلاثية خدمت توجه الكيزان الذين نادوا بإبعاد فولكر، وداست على مطالب المقاومة الذين نادوا بإبعاد ودلبات، وذلك بجلوسهم للعسكر مع السفارات الأجنبية، ولأن الجلوس هو الجلوس في القصر أو الرصيف وطالما هي قناعة كان أولى الجلوس مع الآلية وتبني مطلب المقاومة بإبعاد ودلبات من داخل الاجتماع، لكن أن يكون اللقاء بالشكل الذي ظهر به لم يخدم قضية للشارع ومنح العسكر سانحة التخلص من وعوده للجبهة الثورية في جوبا، والتي يرى أنها استنفذت البلاد وطاقة الانقلاب، فها هم يستدعون ما يسمى بالتوافق الوطني مجموعة الكيزان الأمنجية والكتائب، وهي الكرت الأخير في أيدي العسكر إذ استخدمهم الانقلابيون لإيجاد مخرج، فهذا يعني معاناة العسكر في ايجاد طريق سالك للهروب هذا ما أكده الفريق ياسر العطا وهو يتحدث عن غياب العدالة الانتقالية عندما قال إنهم كمتهمين بفض الاعتصام وقتل المتظاهرين لا يمكن أن يساعدوا على قيام العدالة التي تحاسبهم، وقال إن تلك مهمة المدنيين وقد قدم بذلك طعنة نجلاء لظهر قحت والمدنيين الذين قاسموهم السلطة خلال الثلاث اعوام الماضية.
أواصل…
دمتم والسلام…

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.