الصادق مصطفى يكتب: المقاومة.. السلطة .. والمجاعة

متابعات/ الرائد نت

ليس هناك فارق بين الذين جلسوا لفولكر وآليته الثلاثية، والذين جلسوا مع العسكر بمنزل السفير السعودي حيث تم إجبارهم على التنازل عن اللاءات الثلاث التي لم يرددوها في مؤتمرهم الصحفي ولا مرة واحدة، رغم ترديدها من قبل وجدى صالح فقط في حلقة واحدة أكثر من ١٣ مرة… الفارق فقط كان في استبدال فولكر بالآنسة الأمريكية مولي في.. وولد لبات بالسفير السعودي… وممثل الايغاد بأنيس حجار وستتهم يمثلون دول ومؤسسات ومنظمات ظاهرها يدعم السودان والتحول الديمقراطي، كما أدمن ياسر عرمان تكرار هذه المعلومة، وباطنها مصالح ذاتية ضيقة للأسف الشديد لم يتثنى لقادة قحت فهم كنهها، وظلوا يسيروا خلف أطروحات الهبوط الناعم الذي ناداهم بالأمس منتقدًا تأخرهم عن الجلوس للعسكر، فظلت رؤوسهم تحت الطاولة، ومن هول المفاجأة لم يتمكنوا من مفاتحة العسكر بشروطهم التي يبدو أنهم تركوها في أمانات استقبال بيت السفير، بدليل ارجاع ياسر عرمان للذي سأله عن موعد انتهاء الانقلاب وموقف المجلس العسكري فقال إن هذا السؤال يوجه للعسكر، واكتفى وهو يسعى كعادته لإيجاد مصطلحات جديدة عندما قال إنهم يرفضون الشراكة ويسعون لتأسيس علاقة جيدة مع العسكر ولم يقل المؤسسة العسكرية حتى..
المتابع لمسيرة قحت التي توهمت بخلافها مع العسكر ومن ساندهم واتضح امس أنهم الأكثر رغبة في استمرار الانقلاب، وبدت تصرفاتهم المتسارعة كأنهم يتلاومون بالغياب عن حوار الوثبة (تو)، وأتتهم سانحة لقاء منزل السفير السعودي التي اتوا لها بالمبتعدين والذين ظلوا في عداد المنسيين مثل الأصم، وطه عثمان، وهم يمثلون تجمع المهنيين غير الشرعي في نظر الشارع وليس الانقلاب، واتو بياسر عرمان الذي طال غيابه عن الساحة، وغيبوا برمة ناصر وسلك والدقير والسنهوري وعادل خلف الله وتشتم رائحة أنهم كانوا من المعترضين ..
وأيًا كان الموقف فالثابت أن اللقاء لم يسفر عن نتيجة تصب في صالح الشارع الثائر ولن تستطيع الجهود المماثلة من تجميل وجه الانقلاب، ولا التأثير في الشارع المنتفض منذ ثمانية أشهر، فإذا نظرنا لمخرجات هذا الاجتماع لا نصل لأي حصيلة فالإعلام وحتى مؤتمر قحت الصحفي يظهرون العسكر كأنهم في الاجتماع كانوا في (الصامت)، فلم تتسرب أي إفادة أو حتى كلمة مما قالوه في الاجتماع، الأمر الثاني هو مغادرة الممثلة الأمريكية الى بلادها عقب الاجتماع مباشرة وترك أمر الترتيبات الأخرى لطه عثمان من قحت، والكباشي من الانقلاب للتواصل مع السفير السعودي عبر الهاتف ليقوم هو بالاتصال بمولي في، في واشنطن..
كل ذلك قبل يوم ١٥ يونيو الذي نسيه ياسر عرمان وقفز للتذكير بأن يتم الضغط في يوم ٣٠ يونيو يوم المقاومة التي ستتقلد فيه معظم السلطة وتنهي الانقلاب وتسكت أصوات الرصاص وتخرس ألسنة المندسين والكتائب التي عاثت في صدور الأبرياء قتلًا بلا رحمة، ورغمًا عن ذلك يريد لهم القحاطة أن يذهبوا بلا محاسبة والتي اسماها عرمان بالشرف..

مرصد أخير:
لماذا لا يعترف الانقلابيون بفشل الانقلاب… وأن تنصيب وإعادة رموز نظامهم المباد الذي ينفذ بغباء مخطط تجفيف البلاد من الغذاء بتهريب القمح والذرة ادإلى مصر وأثيوبيا للتعجيل بالمجاعة واستدرار عطف المجتمع الدولي فيما بعد لشراء القمح والذرة مجددًا من الدول التي تم تخزينه فيها، لأن هذه الحبوب لا تستخدم إلا في السودان كغذاء للإنسان بتلك الانتهازية والمتاجرة في قوت الشعب يظهر العسكرجية والإخوان قبح أهدافهم ومخططاتهم للاستمرار في السلطة، ويعملون على إلهاء الشعب بمحاولات الاغتيال الوهمية كأنما الدماء التي في شوارع الخرطوم ودارفور ليست لبني آدم… ولكن هيهات…
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.