عثمان ميرغني يكتب: النداء الأخير.. قبل إقلاع الطائرة.
متابعات/ الرائد نت
بات مؤكداً أن المفاوضات التي ترعاها الآلية الثلاثية سيتحرك قطارها بمقاعد شاغرة بعد بيان قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي– الذي رفض فيه الدخول لقاعة التفاوض قبل إنهاء النظام الذي نشأ بموجب قرارات 25 أكتوبر !
ولأن تحالف الحرية والتغيير لا يزال هو الأكثر عدداً من حيث الأحزاب والمكونات التي تشترك فيه، فيعني ذلك عملياً أن قطار المفاوضات سيفتقد قوى حيوية مهمة وجودها يعزز الاستقرار لإكمال الفترة الانتقالية بسلام.
ومع ذلك؛ ومن باب التسليم بالأمر الواقع والبحث المستمر عن مخارج للأزمة السودانية، في تقديري الأفضل أن لا تعلن قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي- امتناعها عن المفاوضات ثم تنتظر السماء لتمطر حلاً للأزمة السودانية.. من الحكمة أن تبتدر مساراً موازياً يبحث في الأزمة ذاتها بمن ترتضيهم قوى الحرية من فاعلين سياسيين تقبل بهم في قاعة التفاوض الموازية.
أقترح على قوى الحرية والتغيير أن تدعو – أيضاً- من جانبها لمفاوضات موازية في أي موقع يصلح لاحتضانها، مثلاً جامعة الخرطوم أو أية جامعة أخرى أو دار المهندس أو غيرها، وتوجه الدعوة للذين يرفضون مفاوضات الآلية الثلاثية، وربما تستطيع إقناع كثير من لجان المقاومة بالدخول بمنبر موحد أو متعدد حسب متطلبات تنسيقياتها في مختلف مدن السودان.
هذه المفاوضات الموازية لا تتعارض إطلاقاً مع أية جهود أخرى بما فيها التي ترعاها الآلية الثلاثية، لأنها في نهاية المطاف ستنتج اتفاقاً على موقف أو قرارات محددة تصلح هي الأخرى لتكون منصة انطلاق في أية مفاوضات أو خطوات لاستعادة الفترة الانتقالية.
بعبارة أكثر تحديداً، مثل هذه المفاوضات ستوحد الموقف التفاوضي لقوى الحرية والتغيير وأية مكونات سياسية أو مجتمعية تشاركها في المفاوضات، فتحقق انتقال المعادلة من “مجموع” إلى “واحد” Many to One ، وهي خطوة مهمة في سبيل الحل الشامل النهائي للأزمة السودانية.
الأمر أشبه برحلة إلى هدف ينشده الجميع، فإن لم يكن ممكناً الركوب في سيارة واحدة فلماذا لا تسافر كل مجموعة في الوسيلة و بالطريقة التي تناسبها طالما في الخاطر الوصول للمكان والهدف المنشود.
مثل هذا التفكير يتطلب إرادة سياسية تستهدف المصلحة الوطنية العليا لا المكاسب الحزبية أو الشخصية الضيقة، ويتطلب شجاعة وقيادة قادرة على اتخاذ القرار وإقناع الآخرين بحيثياته، بدلاً من ركوب موجة الشعارات و الاسترخاء للرياح تدفعها حيث تشاء.
بالله عليكم أهزموا الفشل يوماً.. أخذلوا سوء الظن بكم..
التعليقات مغلقة.