بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: ذهاب هيبة الدولة..!!

الخرطوم/ الرائد نت

لا ادري كيف يمكن النظر إلى مجموعة من المواطنين يهاجمون اقساما للشرطة بغرض الاتلاف، والاعتداء، والحرق، ولا تقدم الشرطة علي القبض عليهم، وفتح بلاغات ضدهم، وهم يمارسون ارهابا ضدالدولة، ممثلة في إحدى قواتها النظامية.

كما لا اجد مبررا ومسوغا موضوعيا او قانونيا، يجعل من ينتزع (انترلوك) الطرقات، واعمدة انارة الشوارع، ويحرق اشجار النخيل، التي تجمل طرقات المدينة، في مأمن من اي اجراء قانوني ضده.

ثم كيف لمواطنين في دولة محترمة، منع نائب رئيس مجلس سيادة من المشاركة في افتتاح فعالية عالمية تحتضنها بلاده، اي عبث، وفوضى، هذه، والغريب ان ذات النائب يطل يشكو، ويجأر بالشكوي من افعال على هذه الشاكلة، ومبعث الدهشة لمن يشكو النائب؟ لرئيس المجلس السيادي، ام لبعثة الامم المتحدة، ام للمجتمع الدولي..!!

ولعله من مظان غياب هيبة الدولة وتجلياتها ان ينقطع التيار الكهربائى في حضرة رئيس مجلس السيادة وهو يشهد افتتاح مجمع خدمي كبير للمواطنين، وكل الموشرات تقول ان الحدث مقصود ،وحينما تبدأ المخاطبة يشير رئيس مجلس السيادة إلى انهم ماضون في خدمة الشعب رغم هذه الافعال، يا ترى من كان المخاطب بالشكوي، ومن المخاطب بالعرقلة.

هذه الافعال التي تستهدف الدولة في موسساتها تتجاوز كل الدساتير، والقوانين التي تنظم كل النشاط السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، للدولة، وتشير إلى وهن وضعف النظام الحاكم، والذي يقف عاجزا تماما عن بسط هيبة الدولة.

يا ايها البرهان، ويا اعضاء مجلس السيادة، انتم مسئولين امام الشعب السوداني من اضاعة هيبة الدولة من خلال نظام حكم لا يستطع طرد ذبابة جلست على ارنبة انفه، فالمواطن في ظل نظام حكمكم ما عاد يشعر من الدولة بالامان والامن والحماية والعناية والرعاية.

لقد اصبح المواطن نهبا للاعتداء والقتل الممنهج، ليس في الشارع العام، بل داخل بيته، فلا دولة تتدخل، ولا تملك برنامجا واضحا يحافط على التضامن المجتمعي الداخلي، وليس لديها المقدرة المقنعة للوصول إلى انسجام مكونات الاجتماع الوطني.

ما عادت الدولة قادرة على احداث الممانعة للاختراقات الخارجية، مما جعل البلاد مرتعا خصبا لعطالة مخابرات العالم، تحت سمع وبصر النظام الحاكم الذي ما عاد في ظل سوق المخابرات الرأئج في الخرطوم محافظا علي سيادة البلاد، حتي اصبح استاذا مشاركا بالجامعة الامريكية ببيروت، هو من يرسم الحل والمخرج السياسى.

يا ايها البرهان ما عاد الشعب يثق في موسسات الدولة، والتي شهدت اكبر عملية تسيس لم تشهده البلاد من قبل في ظل حكومة القحت والي يومنا هذا وانتم تنظرون.

ان هيبة الدولة يا سعادة رئيس مجلس السيادة هي قوام العقد الاجتماعي بين الافراد والنظام الحاكم، تتجلي في أسمى صورها احتكاما للدستور والتزاما به من المواطن والنظام الحاكم، واحترام موسسات الدولة من قبل المواطن وعدم اظهار اي سطوة للنظام الحاكم عليها.

يا سيادة رئيس مجلس السيادة، حينما تشكو انت مما يشكو منه المواطن..!! فانك تجعل المواطن في حيرة من امره، فاذا كان الحاكم يشكو، فليس لي سبيل إلى الشكوي..!! ولكن سيظل المواطن يسال ماهي القوى الخفية التي تجعل البرهان يستعيض عن الفعل بالشكوى ..!!

التعليقات مغلقة.