عثمان ميرغني يكتب: الوقت بدل الضائع

متابعات/ الرائد نت

يبدو أن أحزابنا السياسية لا تدرك الآن أنها تلعب في “الوقت بدل الضائع”، إنتهى زمن المباراة، وبات الوقت المتبقي في حاجة إلى معجزة حقيقية لتغيير مجرى الهاوية التي تندفع إليها البلاد. ولحسن الحظ هي معجزة قابلة للتحقيق لو صح العزم..
السيد فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة ورئيس بعثة “يونتامس” بالسودان في إحاطته أمام مجلس الأمن أمس الأول قال (الوضع في السودان لا يزال حرجاً) ، وفي ثنايا حديثه للصحفيين قبل مغادرته إلى نيويورك أكد أن الزمن المتاح للوصول إلى حل يخرج السودان من الأزمة ومآلاتها الصعبة يتناقص بسرعة وقد تطلق صافرة النهاية في أية لحظة.
الأزمة رغم أنها تبدو عميقة وصعبة لكنها في تقديري سهلة قابلة لطيها بسرعة لو أدركت الأحزاب المسؤولية التاريخية التي إن لم تنجزها الآن فلن تجد وطناً تتصارع على حكمه.. فالأزمة ببساطة هي في “هياكل الحكم” حالياً، وهو أمر لا يتطلب أكثر من نكران الذات الحزبية وتعلية المصلحة القومية.. هل صعب ذلك؟
المطلوب بصورة مباشرة وصريحة:
أولاً : التوافق – بين المكونات المدنية – على حكومة تنفيذية ، الخطوة الأولى اختيار رئيس وزراء يعهد إليه بتشكيل حكومة كاملة في أقصر وقت ممكن.
ثانياً: تشكيل مجلس تشريعي بأي عدد مناسب، فـمائة نائب مقتدر وقادر أفضل من ألف لا يفعلون شيئاً سوى التصويت الميكانيكي الذي يعطل التفكير ويعلي الولاءات السياسية. تشكيل مجلس تشريعي من مائة عضو يمكن أن يكون اختيارهم قطاعياً، عشرة مقاعد لكل من : القانونيين – البدلوماسيين – المهنيين – أساتذة الجامعات- المغتربين – المزارعين والرعاة- العسكريين – رجال الأعمال – المعاشيين. مع مراعاة تمثيل المرأة و الشباب في القطاعات المذكورة.
ثالثاً: استكمال بقية مؤسسات الدولة خاصة مجلس القضاء العالي ومجلس النيابة العامة والمحكمة الدستورية والمفوضيات.
بالله عليكم هل يحتاج ذلك إلى بطل؟
الأمر لا يحتاج إلا فاعلين سياسيين يتحملون بكل شجاعة صناعة القرار في هذا الظرف الخطير ويدركون أن التاريخ يسجل دائماً المواقف التي تبني وتغير الأمم .
بالله عليكم يا ساستنا، ما أسوأ أن تكتفوا في هذا الوقت الحرج بالتحليل السياسي وإصدار البيانات ثم انتظار السماء لتمطر حلولاً وسلطة.. هي لحظات تاريخية أدركوا السودان قبل أن يدركه الغرق..
اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد..

التعليقات مغلقة.