بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: مبادرة الحزب الشيوعي

متابعات/ الرائد نت

السودان: الأزمة وطريق استرداد الثورة، أول مبادرة طرحت في الفترة الانتقالية عندما “كوعت” حكومة حمدوك (المكوعة) أصلاً بوجود عناصر اللجنة الأمنية لنظام البشير المباد، ولو كان حمدوك لاك الصبر وتمعن في مسودة مبادرة الشيوعي لكان لفترته الانتقالية شأن آخر، وأغنى الشعب والشارع عن كثير من الرهق والعناء الذي لاقوه ولا زالوا.. قتلًا وترويعًا مقابل صمود وجسارة ليست غريبة على ابناء الشعب السوداني الذين يموتون من أجل تنظيف وطنهم من رث الفلول والمأجورين تجار السلطة والدين..
حمدوك بدلًا من دفع المبادرة وتكوين لجنة للاطلاع عليها وإفادته قام بإعلان مبادرة مناوئة كأن الحزب الشيوعي خصيمًا له، كان جوهر مبادرته التي لا أذكر عنوانها لكن صياغتها ومتونها كانت تشير إلى أنها طبخت في الإمارات وطبعت في مصر ومزقها الثوار شر ممزق، وجعلوا حمدوك يعود لجزء من رشده حاول بشتى الطرق إعادة لمعانه وبريقه الذي ذاب بفعل تلكم المبادرة التي ولدت ميتة، حملها ٧١ شخص ظلوا يتداولون في بنودها ولم يخرجوا بشيء حتى حدث الانقلاب الذي لم يذهب بيانه بعيدًا عن محتوى المبادرة الميتة لحمدوك، والتي كان يشتم منها أيضًا رائحة الهبوط الناعم والذي تؤكده مجريات الأيام الماضية التي إنحازت فيها قحت بكلياتها لصكوك المبعوث الأفريقي ولد لباد، الذي أفسد الوثيقة الدستورية وظل (متحكر) ببلادنا منذ دخول الانقلاب في (فتيل)، دواء الأطفال لن يستطيع إخراجه إلا بعد كسر الفتيل أو قطع رأس الانقلاب، فهذا اللباد كما وصفه الأستاذ صالح محمود يقوم بدور قذر في تثبيت أركان العسكر، متناسيًا مهمته بإعادة سبل التحول الديمقراطي الذي يتحاشاه العسكر.
الخوف الذي أرتاد المرجفين من تقارب الأقوياء كما اسمتهم آمال الزين هو خوف مبرر في تقديري لأنه يعنى ختام المهزلة، فشعب كاودا الذي يعيش هادئًا منذ تحرير أراضيه، وشعب دارفور الذي تحمل ويلات الإبادة الجماعية وإهانة المعسكرات ومخيمات اللجوء وهو صاحب أرض وحواكير ينوي العسكر وأشباههم وولد لباد تسليمها لغير سكانها الأصليين، فهذا التحالف من حقه أن يحطم هذه الآمال ويعيد الأمور لنصابها، بل سيذهب أبعد من ذلك بفصل الدين عن الدولة ليتمتع أهل السودان كافة بالسلام والأمن والاستقرار وتحقيق دولة المواطنة التي قامت من أجلها ثورة ديسمبر المجيدة، ففصل الدين عن الدولة ترسيخ لحرية العقيدة والقضاء على ظاهرة الإسلام السياسي، تلك مقومات السودان الجديد الذي يسع الجميع وإن جاهر بها الحزب الشيوعي، فهو أصلاً مبادر وإن طرحتها حركة عبدالواحد والحركة الشعبية شمال الحلو فهي شجاعة متناهية وما أحلى الانتصار بتلاحم الشجاعة والمبادرة الذي ملخصه حلف الأقوياء.
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.