ياسر الفادني يكتب: أنا حصل كضبت عليكم ؟

الخرطوم/ الرائد نت

السؤال أعلاه قاله البشير ذات مرة حين لقاء جماهيري ، سخر منه من سخر وضحك من ضحك ، جعلوه كذابا و صاروا هم أكثر الكاذبين قالوا إنه فاسد وصاروا أفسد الفاسدين ، لا يدرون أن التاريخ يدون ولايرحم ولايدرون أنه كتاب سطر في صفحاته أنهم الفاشلون ، البشير لم يكن فاشلا والحقيقة ماثلة أمامنا نراها رأي العين المجردة ونحسها ونعيشها واقعا اليما ومحزنا ومخزيا ، دعونا نقارن مقارنة حصيفة وعادلة بين حكم البشير وبين من يحكمون الآن والذين سبقوهم ونقارن بين حالتنا سابقا وما نحن عليه الآن

لم يكن في عهد البشير من يبيع وطنه بدولارت معدوات ويكونوا في أرضه وعشقه من الزاهدين ، عندما يعتقلون يوصفون بالابطال وبالوطنيين ، لم نر في عهد البشير من يتأمرون على بلادهم وهم حكام ، لم نر في عهده من يكتب خطابا لاستعمار حديث طال هذه البلاد على مسمع ومرئي شركاءهم في الحكم ويسكتون ، لم نر أن فاتورة الوقود والكهرباء وتعريفة المواصلات يمكن أن تزيد اليوم وغدا تزيد بل يمكن أن تزيد بين ساعة وأخرى ولا نستغرب !! ، إننا في عهد الضلال السياسي الذي حكامنا فيه يعمهون

زمن الضلالة السياسي الذي خرج فيه فرعون غريب يقول بكل كبرياء وغطرسة : أنا حاكمكم الأعلى وليس هناك من يقيلني إلا الجهة التي أتت بي ، قالها جاهرا بها علي مسمع حكومة علي راسها من ملئت كتوفهم دبابيرا وجيوبهم العليا نياشينا ، تَجَبر هذا الفرعون ولا موسى يلجمه ويخرص لسانه ويرمي عصاه لتتلقف عصي سحرة هذا الفرعون ومن معه

نحن في حيرة من أمرنا لا ثورة قامت أخذت قدسيتها وأصلحت ما أفسده الدهر بل أفسدت ما بناه وأصلحه آخرون ، شعارات زائفة طفحت من بركة آسنة لكنها لم تفارق الحناجر التي هتفت بها ولم ينفذ فيها ولا قطميرا حقيقي علي أرض الواقع ، لا السلام الذي كنا ننشده تحقق برغم إتفاق جوبا الذي تم التوقيع عليه …. بل زاد الطين بلة وصار القتل والحرق والتشريد في دارفور أكثر مما كان عليه في العهد السابق حتى نحن في الخرطوم لم نسلم من ذلك ولم تنم عيوننا نوم قرير العين هانيها بل أقضت مضاجعنا مايسمي (بتسعة طويلة ) وما شاكلها من عصابات متفلتة ، إذا سرت ليلا تتحسس جيبك أولا ومن ثم تنظر ذات اليمين وذات الشمال وربما تطلق رجليك للرياح ركضا حتى تصل منزلك !

لا الحرية تحققت ، السجون ظلت ملاي بسجناء الرأي الاخر ومكثوا فيها سنين عددا والذين يدخلون بتهم جنائية وعملاء يدخلون السجن ويخرجون كما تخرج الشعرة من العجين لا العدل الكامل تحقق ولا صوت الشعب وصل مرحلته التشريعية ولا جهاز أعلى تنفيذي أصيل بل مكلف

أنا حصل كضبت عليكم ؟ سؤال لا يمكن أن يقوله حاكم الآن ولا الذين سبقوه لأنهم خجلي أن يقولوا هذه الكلمة ويسألون هذا السؤال ، للأسف أصبحنا في دولة لا ندر إلى أين تتجه وإلى أين نسير ، يذهب الفاشل وياتي الفاشل مرة أخرى وربما يأتي مرة ثالثة وليس بغريب ، ماالذي يحدث في البلاد ؟ وكيف يتم ذلك؟ ولماذا ذلك ؟ وما الحل ؟ أسئلة تدور في خلد كل سوداني فهل من مجيب ؟؟.

التعليقات مغلقة.