ياسر الفادني يكتب: في حضرة رئيس وزراء مرتقب
الخرطوم/ الرائد نت
جلست معه داخل مقهى أنيق داخل مول الواحة بالخرطوم ، تظهر عليه سمات الوقار ، يمتاز بالهدوء الراقي ، يبدو أنه مستمع جيد ولا يتحدث إلا بعد أن تنتهي من حديثك ، طرحه قيم فيه الصدق والتجرد ونكران الذات ، كل مايهمه هذا الوطن ولا شييء غيره ، متواضع لدرجة بعيدة برغم الدرجة العلمية السامقة التي نالها ، تجاذبت معه أطراف الحديث فوجدت فيه عصف العالم ونهج الخبير وحنكة السياسي الراشد إنه البروفيسور أحمد صباح الخير
قدم لي هذا الرجل برنامجه مكتوبا ورؤيته لإدارة الدولة إن قدر الله وجاء رئيسا للوزراء وفي نفسه أن الحكم بيد الله يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ، برنامجه حقيقة أعجبني لأنه جعل جوهر متنه معاش الناس والسلام والحرية والعدالة وتكوين المحكمة الدستورية لتطلع بدورها العدلي والقانوني وجبر الضرر الذي يلحق بالتهميش السياسي أي كان نوعه ، تعيين حكومةكفاءات وطنية خالصة ليس فيها رائحة ولا لون ولا طعم لحزب معين والإهتمام بخدمات المواطن السوداني في التعليم والصحة وخلق أرضية سليمة ومعافاة من أجل أن يعيش المواطن في رخاء وطمأنينة وأمن مستحق
مايميز طرح هذا الرجل آنه( بوبه ) بصورة جيدة و يحتوي على خمسة عشر مرتكزا كلها اعتقد أنها تمثل خارطة طريق مثلي لخروج هذا الوطن من الوهدة إلى بر الأمان وتهييء أرضية مناسبة لعودة الديمقراطية التي ينشدها الشعب السوداني والسماح لكافة الأحزاب السياسية بالممارسة السياسية دون إقصاء لجهة ما لتحقيق مبدأ العدالة السياسية ، طرحة رأيت فيه خلق علاقات رشيدة مع الدول الخارجية فيها روح التعاون في كل المجالات التي تخدم هذه الوطن اقتصاديا وتبادل المنافع مع الحفاظ على كل الاتفاقيات الدولية
لعل كل المبادرات التي قدمت لحلحلة الأزمة السودانية تتفق تماما لما قدمه البروف من طرح لم ار أن هنالك طرحا مخلا بل مارأيت هو مد اليد الناصعة البياض من غير سوء لكل الفعاليات السياسية للمساهمة في تثبيت أطناب الحكم الرشيد لقيادة المرحلة الإنتقالية بصورة سلسلة حتى يتحقق المستحق الإنتخابي المنشود .
المشهد السياسي في هذه البلاد صار معقدا في ظل عدم وضوح الرؤية السياسية في ترتيب وتحريك عملية الانتقال و في ظل تشاكس وخلافات دبت في أوصال الكيانات السياسية مما أفرز تدخلا خارجيا سافرا ألقى بظلاله القبيحة على أمر هذه البلاد وكل يوم يتخبط يمينا وشمالا ويصدر قراراته ويحدد لنا كيف تحل مشاكلنا في وجود دولة وفي وجود سلطة وهذا لعمري أمر غريب جدا ، تسيير دفة الإنتقال تحتاج إلى رجال حادبين وصادقين (خلص ) لقيادة ماتبقي من فترة الحكومة الإنتقالية وتحتاج إلي كفاءات وطنية تدير الشأن السياسي والخدمي والاجتماعي في هذه البلاد
اعلم تماما أن هذه الأيام قائمة مرشحين بدأت تظهر وتقدم إلى جهات عليا تدير شان البلاد وتصنع القرار ، هذا بالطبع أمر طبيعي لكن علي من يختارون أن يتفحصوا جيدا كل من قدم ترشيحه ويوضع كل من تقدم مرشحا تحت عدسة المجهر الدقيق في كل النواحي التعليم ،الكفاءة ، التجرد ،الأمانة، الخلق القويم والحصافة والحكمة والرشد والتعقل إلخ…. حتى ينطلق هذا الوطن إلى الأمام نحو الحكم الأمثل وعليكم الله ….(اختوا المواسير) !.
التعليقات مغلقة.