شهب‎‎ ونيازك | كمال كرار يكتب: المساومة على الدماء

متابعات/ الرائد نت

القتل والدهس ومهاجمة المواكب السلمية حتى قبل أن تنطلق، وإطلاق الرصاص على الثوار بهدف القتل، لن يثني الشعب ولجان مقاومته وتنظيماته الثورية عن المضي قدمًا لإسقاط الطغمة العسكرية والمتحالفين معها، والنصر وشيك على القتلة.
وأنظروا الآن إلى قواتهم وهي تهرب بأسلحتها، وتقفز من تاتشراتها وتولي الأدبار أمام الثوار، و(المحرش ما بكاتل).
والقمع يتزايد هذه الأيام لأنه عربون التسوية التي يهرول لها السدنة والتنابلة هذه الأيام.. كيما يقولون لاحقًا (جلسنا مع العسكر لحقن الدماء).
وأنظروا الآن إليهم وقد جهزوا بدلاتهم الأنيقة، وجددوا طلاء منازلهم في شارع البلدية وأماكن أخرى، لزوم الاستوزار القادم.
وسيناريو الهبوط الناعم.. هو المساومة على دماء الشهداء، وعنوان التسوية اللعينة هو المشاركة في السلطة مقابل التغاضي عن الجرائم والمجازر.. ومن الذي يحق له الحديث باسم الشهداء؟
والتسوية اللعينة تم التمهيد لها بولائم رمضان مدفوعة الثمن واجتماعات السفارات والصوالين المغلقة، وكل الأمور ترتبت في الرياض وأبوظبي والقاهرة وما وراء البحار، والعقبة الوحيدة أمام الهابطين النواعم هي لجان المقاومة والحزب الشيوعي وغيرهم من القوى التي ترفع شعار اللاءات الثلاثة.. وبالتالي فلا بد من القمع الشديد والدهس والقتل حتى تمر التسوية مرور الكرام..
وأنظروا ما حدث، يهجم العسكر على باشدار وهى رمزية المقاومة المنطلقة نحو القصر، وعندما عجزت التاتشرات عن وقف الثوار، استعانوا بالخيول، ولو كانت حديقة الحيوانات موجودة لرأينا العسكر فوق ظهور الفيلة.
ومن قبل كانت جماعات التسوية تغضب من وصفها بالهبوط الناعم لكنها الآن تفخر به وهذا التسويق أحد شروط تمرير التسوية اللعينة..
وفي الحكايات القديمة كان أجداد الهابطين النواعم قد ذهبوا إلى أحد الملوك للشكوى من فيل ملكي عاث في الأرض فسادًا، فلما (هرشهم) الملك وسألهم بغضب عن سبب مجيئهم إليه قالوا وهم يتدهنسون (الفيل يا مولانا وحداني ويحتاج إلى فيلة ترافقه)..
فيلة يا سدنة؟!
يتوهم الانقلابيون ومن معهم أن المؤامرة على الثورة ستمر.. وأن وثيقة دستورية جديدة لعينة ستوقف المد الثوري…
ردوا عليهم وأردموهم بالزلازل والمليونيات في كل شبر من بلادنا والشعار إلى القصر حتى النصر.. لا من باشدار فحسب، بل في كل مدن السودان وقراه وعلى امتداد الوطن الجميل.. وافضحوا من يساومون على دم الشهداء.. وأكملوا الثورة بالإضراب السياسي والعصيان المدني وتتريس كل السودان..
والحساب العسير قادم، وهذه الثورة وجدت لتبقى وتنتصر…
وأي كوز مالو؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.