ياسر الفادني يكتب: حسبنا الله ونعم الوكيل
الخرطوم الرائد نت
ماذا يحدث في هذه البلاد ؟ أريد إجابة ولا أجدها ، كل شييء فيها تنظر إليه تجد شكله راسا على عقب ، بل مرات لا تعرف شكله لأنه يدور ويلف في حلقة مفرغة ، لا وضع سياسي مريح ولا وضع اقتصادي فيه أدنى درجة من الرفاهية ولا وضع أمني مستقر ولا ولا ….
في يوم واحد حدث صراع وإقتتال بين أبناء وطن واحد بل قرية واحدة هي ( الدبكرة) وهي قرية وادعة ترقد علي ضفاف النيل الأزرق علي بعد كيلو مترات قليلة من مدينة سنجة شمالا ، اريد أن أقول أن ولاية سنار اعرفها جيدا فيها كل السحنات القبلية ، سكنوا في هذه القري والمدن منذ مئات السنين وظلوا في تعايش و سلام ، كان نتيجة هذا الصراع إصابات وربما يكون هنالك فقيد ، يبدو أن ثقافة الإحتراب القبلي بداءت تنتقل من دارفور إلى وسط السودان وهذا لعمري أمر خطير جدا ، لكن ما أعجبني أن الأجهزة الأمنية تدخلت في هذا الأمر وتم حسمه ، وأقول لأهل الدبكرة أرجعوا إلى صوابكم ودعوا هذا المسلك النتن واقتلوا الفتنة في مهدها
في نفس اليوم الذي حدثت فيه أحداث (الدبكرة ) هجمت قوات مدجدجة بالسلاح تمتطي عربات ذات دفع رباعي ميدان كرة قدم يلعب فيها الشباب بولاية جنوب دارفور بالقرب من معسكر كلمي واردت بعض من هؤلاء الشباب قتلي بل إنتقل القتل إلي مكان آخر في هذه المنطقة ، لجنة الولاية كعادتها شجبت وادانت ووعدت بالقبض علي الجناة ، هذه العبارات ظللنا نسمعها كل مرة ولا يتم معرفة الجناة ولا يتم القبض عليهم ، تكررت هذه الأحداث والرواية واحدة وإبطالها هم مليشيات مسلحة ولازالت تكتب ، مدادها الدم ولا زالت تحت الطبع ولم تنتهي كتابتها بعد
قبل يوم واحد من هذين الحدثين المؤسفين ، تم قتل ثائر دهسا بعربة قوات نظامية ، مسلسل القتل ظللنا منذ فترة من الزمان نشاهده في شاشة هذه الوطن ، قتل وحرق وتشريد في دارفور وحمامات السلام التي أتت من جوبا سكنت الخرطوم ولهثوا حول السلطة ووجدوها ولم يتحقق السلام بل زاد الطين بلة وتبلل بالدم القاني في هذا الإقليم المنكوب ، حاكم الإقليم بدلا من أن ينصب سرادق الأمن والسلام في هذا الإقليم نصب صيوانات التهاني في الخرطوم وصار النصب مهرجانا خطابيا لا ( يودي ولا يجيب ) !
الوضع الذي نراه الآن في حال هذه البلاد لا يعجب ومن قال غير ذلك فهو كذاب أشر ، يجب علي الحكومة أن تحسم هذه الأمور لأنها إن استفحلت أكثر من ذلك سوف يحدث ما لا يحمد عقباه ، ويجب على من ادعوا أنهم حمامات السلام أن يتركوا الخرطوم فالخرطوم آمنة وفيها سلام عدا (تسعة طويلة) وهي مقدور عليها، عليهم أن يتركوا الخرطوم ويستقروا في دارفور لنعرف مدي حجمهم ومدي مقدرتهم لحلحلة مايحدث في هذا الإقليم وإلا ( ما يخمونا ساكت )
فيا من أنتم تحكمون تحملوا هذه الأمانة وإنها تأتي بكم يوم القيامة حسرة وندامة إن لم تادوها صحيحة ، الأمن ثم الأمن والاطعام من جوع والممارسة السياسية الصادقة والنظيفة ودعوا دفن الرؤس في الرمال واستوا وتكاتفوا وكونوا على قلب رجل واحد وإن لم تفعلوا فسوف ينكسر (مِرِق) هذا الوطن ويتشتت الرصاص .
التعليقات مغلقة.