ساخر سبيل | الفاتح جبرا يكتب: بعد العيد !
متابعات/ الرائد نت
إنقضى الشهر الكريم وانتهت مسلسلات الافطارات السياسية الكيزانية واتى العيد بوجه جديد في معسكر الانقلابيين حيث جاءت معايدات بعضهم البعض على شكل ملاسنات في ما بينهم تبرز خلافاتهم وتوجسهم وعدم ثقتهم في بعضهم البعض بعد ما اتموا مؤامراتهم بذلك الانقلاب وحق فيهم قول الله تعالى في سورة التوبة :
(لَا يَزَالُ بُنْيَٰنُهُمُ ٱلَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
نعم تصدع انقلابهم الذي بنوه على رؤوسهم واصبح ريبة في قلوبهم فجاءت معايداتهم كلها صرخات بالفشل بداها قائد الانقلاب منوهاً ومعلناً تعثر خطى الدولة وتبدد احلامها بل تمادى اكثر عندما قال : (قوات الدعم السريع تقاتل في أطراف السودان وتحرس البلد نيابة عن النائمين والذين يتفسحون في شوارع الخرطوم) من يقصد بهذا التهكم غير جيشه يا ترى؟
فحراسة البلاد وامنها هي مهمته التي يتقاضى عليها رواتبه المعتبرة وإمتيازاته (السمينة) والتي استحوذ في مقابلها على ٨٥%من دخل الدولة ومع ذلك نايمين تاركين مهامهم لمليشيا مرتزقة تدير عنه حراسة البلاد وامنها؟
اليس هذا يعد ايضا فشلا معتبراً للجيش ؟ (الحارس مالنا ودمنا) ؟ هل هناك اهانة اكثر للحارس من ان يوصف بانه (نايم) غافل عن مهمته؟ اليس هذا فشل منك انت ايها القائد العام للجيش بان تترك امر البلاد بيد هذه المليشيا؟ لماذا سكت الجيش عن هذه الاهانه يا ترى؟ اما ان عيشته في (الهامش) على السفح قد اماتت شعوره وجعلته مغمض العينين كنسر جريح؟
اما صرخة الفشل من حضرة حميدتي فقد جاءت عندما وصف حال البلاد بالانهيار وان بعض من الاحزاب لا يجلسون معه ، هل نسى ما قالوه له بانه يخصم من رصيدهم السياسي ؟ (وهذا قول حق) وهل نسى رفضه لمفاوضتهم وقولته المشهورة (التبقى تبقى يا زول التمطر حصو)؟ فها هي قد أمطرت حصواً أو كادت فلماذا التراجع عن المواقف (الجرسة شنو؟) ؟ بل اعترف (سعادته) بان الدولة انهارت وتحتاج لقائد وطني كارب وقال (لو نميري قام من قبره وجا نسلمو الحكم لانو قائد كارب قاشو) ، ولا اظن أن المسألة تحتاج لتوضيح (منو القاشو ناصل وكده)!!
وجاءت صرخة مناوي بعد ما أحرج امام اهله في حادثة (الكرنيك).. ورأى عجزه أمامهم كحاكم (مشفش حاجة) اليس هذا يعد فشلا لاتفاق (تحت التربيزة)؟
وليس هذا فحسب بل اعقبها باستقالته من لجنة مراجعة اعمال لجنة تفكيك نظام ٣٠يونيو ١٩٨٩م كتمهيد لاستقالة كبرى في الطريق تعني انهيار سلام جوبا المشؤوم لاحقا .
وجاءت صرخة عضو مجلس السيادة البوكو (الهادي) عبر تصريحه بان البلاد تعيش وضع غير دستوري منذ ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م مفيداً بأن الإنقلاب قد قوض مكاسب الثورة وأعاد الكيزان لمؤسسات الدولة المدنية والعدلية ، (طيب الا يعد هذا اعتراف بالفشل الكبير لانقلابهم)؟ والغريب في الأمر والذي لا نجد له تفسيراً هو أنهم جميعا ما زالوا يعملون تحت مظله هذا الإنقلاب الذي يتبرأون منه وينعتونه ويصفونه بعدم الدستورية (مش كلام عجيب) ؟
اما فشل فكي جبرين فتتمثل في عجزه التام عن ادارة أموال البلاد والذي ظهر في معاناة الشعب الذي قطع عنه الماء والكهرباء في شهر الصيام ودرجات الحرارة قد قاربت الـ 45 درجة ، هذا غير الهبوط الهائل الذي شهدته العملة الوطنية مقابل الدولار ، وقد صرح (فكي جبرين) بذلك امام ما تبقي من جماعة الموز الانتهازيين الذين لاذوا بالصمت وتواروا عن الناس خجلا .
هكذا اصبح حال اعداء الوطن من الإنقلابيين ومن شايعهم حيث اسقط في ايديهم ورأوا بأم أعينهم ما جروه على البلاد من وبال وصار الصراع الآن صراع عسكري عسكري واصبح الصراع مع الشق المدني هو تصفيات وقتل فقط وتمثل فيهم قول الله عز وجل
( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ.. قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ.. قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ.. وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ.. فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ.. فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ.. فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ.. إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.. إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ.. وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ.. بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ.. إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.. وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وهكذا سقط زيفهم وانهار بهم بيانهم الذي بنوه ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ﴾
وانتصرت ارادة الشعب وما تبقى لزاما على قوى الثورة الحية هو الاتحاد الاتحاد ثم الاتحاد وتكوين مجلسهم الثوري كما ينبغى واستلام زمام الامور بجاهزية تامة ولا تنقصهم في هذا الكفاءة المطلوبه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والحق منتصر ولو كره الانقلابيون وقاداتهم الفاشلين .
كسرة :
شابكننا الإساءة للجيش .. الإساءة للجيش .. وقصة (كارب قاشو) دي بالله مشت زي الحلاوة زول قال (بغم) ماااافي !!
نقلا عن صحيفة الجريدة
التعليقات مغلقة.