بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: ماذا يريدون من الشيوعي؟
متابعات/ الرائد نت
هجمة إعلامية منظمة تديرها جهات معادية للثورة والحزب الشيوعي هي ذات الجهات التي كانت تروج بأن حكومة حمدوك الأولى والثانية هي حكومة الحزب الشيوعي، رغم أن الحكومات المذكورة كانت تتبنى سياسة الإنقاذ الاقتصادية والارتماء في أحضان البنك الدولي، وإبعاد المنادين بمجانية العلاج والتعليم ممثلين في الدكتور أكرم التوم، والبروفيسور محمد الأمين التوم عالم الرياضيات، الذي كان يؤسس لعودة التعليم الذي يحفظ كيان الدولة وينتج عقول مواكبة وليست محشوة بخواء المناهج التي لن تفرز أفضل من حكام اليوم..
لقد تعددت مناظر الانتقاد للحزب الشيوعي وأخذت مناحي تفوق الحد.. علمًا بأن الواقع يثبت صحة مواقفه التي تلاقي الانتقاد الذي وصل عند البعض لمراحل التخوين، كما في حالة أحد المرجفين الذين يبحثون عن موطئ قدم في خيمة الانقلاب ومواقعه الجديدة، التي احتلها الفلول بالكامل وترك بعض الفتات لمن يسيل لعابهم لأي موقع على شاكلة قوى الهبوط الناعم التي ظل رماتها يتخبطون لدرجة إدماج الشيوعي نفسه بأنه هبوط ناعم، كما قال السنهوري الذي من فرط تناقضه أشار في نفس الحوار إلى أنه لا يوجد شيء اسمه الهبوط الناعم..
ما كنت أود التطرق الانتقادات التي ظلت توجه للحزب للشيوعي من قبل رموز الهبوط الناعم، فقد أوفى وكفى الدكتور صدقي كبلو الذي كان شاهد عيان لم يستطع أحد منهم الرد على سطر واحد من مقالاته الثلاث، ولكن بروز إبراهيم الشيخ في حوار مع إحدى الصحف لم يخلو سطر عنده من ذكر الشيوعي رغم أن البند واحد هو رفض الحزب الشيوعي تكرار تجربة تحالفه مع قوى الحرية والتغيير ككتلة وليست أحزاب، ويريد الشيخ وغيره للحزب أن يقبل الجلوس على من خرج عنهم بسبب تصرفات ومواقف تخص الثورة وليس مهرجان أو حفل زفاف حتى يكون الجلوس ممكنًا والعلاج متاح…
فقبل الرد على بعض ما ورد من هراء الحوار نسأل إبراهيم الشيخ عن عدم إقبال أيًا من مكونات مركزي قحت للتفاعل أو التبشير لميثاق سلطة الشعب ودعمه وتبنيه، أو حتى تشجيع رماته بعظمة الإنجاز وهم يدفعون الضريبة الغالية بالقمع والاعتقال والتخوين من قبل الانقلابيّين، الذين تبحثون عن ارضاؤهم مقابل إطلاق سراح نفر عزيز ممن تعتبروهم أعز من الذين ما زالوا يحملون لافتات إطلاق سراحهم ليس في الغرف المظلمة والسفارات بل في الشارع وأمام وابل الرصاص والغاز المسيل للدموع.
إبراهيم الشيخ لم يتحدث عن واقعة اعتقال شاحنة الجاز في معرض الخرطوم إبّان أزمة الوقود الحادة في أيامه الأولى بوزارة الصناعة، ولا عن تلك الحقبة السوداء في تاريخ الوزارة التي خلعها من زميل له في ذات المركزية التي يترأسها ولم يتحدث عن خطأ قحت الجسيم الذي كان سبب فراق الحزب الشيوعي لردهاتها وهو البرنامج الاقتصادي لحمدوك، والذي مثل فيه الشيخ صوت المكون العسكري بالإبقاء على سياسة التحرير الاقتصادي بالمستشفيات الخاصة والمؤسسات التعليمية اللذان يحددا العلاج والتعليم للأقدر، ونسي وهو في ذاك الوضع الهلامي الثورة والشارع الذي يصارع من أجل الخروج من عباءات عدة ، تمكنه من الاعتماد على الذات الذي حدثنا عنه الشيخ نفسه، من خلال طرح اقتصادية قحت قبل التشليع بأنه كافئ إذا تم انتزاع ما تملكه المؤسسة العسكرية من عمل بالتجارة والصناعة والاستيراد والتصدير.
إبراهيم الشيخ تحدث عن إنجازات لقحت لم تشفع لهم حتى من طردهم من المواكب الشعبية فهي إذًا تخص شارع آخر غير الذي تم الانتظار له، كما أبان الشيخ في وقت باكر نعتقد أنه يقصد الانتظار الذي تم في ندوة شمبات التي لم تكتمل بسبب الهجمة الإرهابية التي نفذها من يسعى إلى الهبوط الناعم الالتقاء بهم مجددًا رغم تحاشى الإشارة إليهم في الحوار.
إبراهيم الشيخ الذي اختفى طويلًا وصام عن الحديث قبل رمضان وما أخرجه أو بالأصح أزعجه هو إعلان الحزب الشيوعي عن توقيعه للمركز الموحد مع لجان المقاومة وتجمع المهنيين، فخرج متحدثًا عن التكويش والسلطة كأنما يريد أن يجد العذر لحزبه والمركزي الذي أضحى اسمًا بلا مرجعية بعد أن بهدل الانقلابي برهان الوثيقة الدستورية وأفرغها من مضمونها، فيقول الشيخ بأن التحاقهم بالوحدة التي بشر بها البرهان في منزل ياسر العطا كانت بسبب مواقف الشيوعي منهم، وليست مواصلة لمسلسل على الجيش أن يجهز بديل البرهان لأنه لم يعد مناسبًا للمرحلة، حيث كان ذلك في طور التخلص من حمدوك وتنصيب الإسلاميين وهو الحلقات التي تستعرض حاليًا على مسرح اللا معقول بطولة أسرة الهبوط الناعم وكمبارس مجموعة الحذاء وإنتاج شركات عيال المحور والخليج.
دمتم والسلام..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.