من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: كل حاجة ولا الهبباي !
الخرطوم/ الرائد نت
إتفاقية جوبا تلك الإتفاقية التي كان هدفها الأول والأخير هو إنزال السلام واقعا ، لكن السلام لم نراه واقعا و (اطرشنا واعمينا غايتو لا سمعنا بيهو ولا شفناهو ) ! ، لا زال الاحتراب والسلب والنهب المسلح يدور في دارفور حتي في هذا الشهر الكريم ، المسارات التي تم الإتفاق عليها خلقت نزاعات وخلفت غبن وبالذات مسار الشرق الذي بسببه قطعت الخرطوم تماما عن الميناء الرئيسي أكثر من شهرين تنقص قليلا ، برغم السوءات التي صاحبت هذه الاتفاقية التي لم تدرايها حقب الانتقال المختلفة ولا غربان تنزل من السماء ، لكنها أصبحت استحقاق يجب على الحكومة تنفيذ ماجاء فيها( بضبانته) أي (سيك سيك معلق قيك )!
إلغاء مسار الشرق يبدو أن الأمر صعبا للحكومة الحالية ولاتريد الحكومة الإفصاح عنه ارضاءا للذين وقعوا على الاتفاقية وصاروا جزءا من الحكم والحاكمين ، والحكومة من جانب اخر لا تريد أن تخسر الناظر ترك لانه إن تأبط سيفه وخرج ربما يحدث ما حدث من قبل
اللجنة التي شكلها البرهان برئاسة نائب رئيس المجلس السيادي يبدو أنها لم تحقق شيئا ولا أظنها تحقق في ظل الظروف السياسية والاثنية المعقدة والمحاذير التي تظهر كل مرة وتجعل اللجنة ( تكتف ايديها) ولا تفردها ، لا اعتقد أن مايتعلق بأمر مسار الشرق سوف يحسم ، الناظر يبدو أنه غير مرتاح تماما من الطريقة السلحفائية التي تتبعها اللجنة وغير راضي تماما عن بعض الأشياء جعلته في الخرطوم ماكثا فيها فترة طويلة عله يذهب غضبه وتوتره وقلقه ويريد أن يقر فؤاده حاله كحال أم موسى عندما وضعته في التابوت والقته في اليم ،
أعتقد ان حرب الإشاعات سوف تستعر في الفترة القادمة في هذا الملف بشكل ممنهج ومنظم من أذناب السابقين حكما لخلق فتنة بين ترك والحكومة وإن لم يفطن الطرفان لذلك سوق يتعقد الأمر فيجب تفويت هذه الفرصة للذين يريدون الخراب و يصبون الزيت لزيادة الاشتعال ، حتى التصريحات التي تطلق من اللجنة أو المجلس الأعلى لنظارات البجة يجب أن تكون موزونة ومتعقلة ولها قناة واحدة وشخص واحد
إتفاقية جوبا ليست قرأنا منزلا هي جهد بشر فيها الخطأ وفيها الصحيح وفيها التعجل وفيها الثغرات التي لم يفطن لها في حينها ، الوثيقة الدستورية كانت جهد بشر لكن الآن أين هي حتي الذين كتبوها وصفقوا لها قالوا : ( دا طرفنا منا) يعني : ( ملاحا في القيف وعصيدتها قي الريف )!
لنكن واضحين أن للشرق قضية يجب أن تعترف الحكومة بها ولأهل الشرق مطالب يجب أن تناقش في منضدة العقل والتعقل والرشد لتنفيذ ما يتفق عليه ويسهل تنفيذه ، إن صار الشرق مثل دار فور فعلي البلاد السلام ، اليوم حركة (شيبة ضرار) وغدا حركة فلان وعلان وتظهر راوية جديدة إسمها (تشرق الشمس من هنا دما ) سيكتبها وتحبرها وتطبعها جهات خارجية وعملاء ويصير الشرق نسخة جديدة طبق الأصل لنسخة دارفور ، فحذاري ثم حذاري من هذا الطريق المظلم
يجب على لجنة مسار الشرق أن تسرع الخطى لقفل هذا الملف وإن لا (تتجرجر) و أن لا تتعامل باللون الرمادي في ذلك فلابد من حسم هذا الملف قبل نهاية فترة الحكومة الإنتقالية ووضع النقاط فوق الحروف وكل مشكلة أو معضلة لو صفت النفوس تحل بإذن الله ، فتعقلوا يامن هذا الملف في أيديكم ولا تختلفوا فتذهب ريحكم إني لكم لمن الناصحين .
التعليقات مغلقة.