شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: فرملة الثورة

متابعات/ الرائد نت

منذ انتصار الثورة الجزئي بخلع البشير، كانت ولا زالت هنالك قوى تريد فرملة الثورة وعدم السير حتى نهاية الشوط، والهدف الحفاظ على شكل الدولة الموروث منذ الاستقلال، والحفاظ على المصالح الطبقية للمجموعات الرأسمالية والعشائرية، وبقايا الاقطاع.. وقطع الطريق على أي سودان ثوري.

ولأن لجان المقاومة وتجمع المهنيين كانا القوة الضاربة لثورة ديسمبر، شنت الحرب عليهما. تجمع المهنيين قسموه، ورفضوا الاعتراف بانتخاباته، وأبعدوه من المجلس المركزي لقحت.. وطردوه حتى من داره.

ولجان المقاومة قرروا تصفيتها بمختلف الوسائل، وحاربوها وفرضوا عليها لجنة الميدان، وقمعوا مواكبها، وكاد قانون الحكم المحلي لقحت أن يشيعها للمقابر، ثم شغلوها بالبناء القاعدي، وكادوا أن يحولوها لمنظمات مجتمع مدني تنفذ الأجندة الأجنبية مقابل حفنة دولارات.

والهدف ألا يصعد الثوار إلى السلطة مهما كان، وأن ينصاعوا للقول المأثور (الثورة يصنعها الشجعان ويسرقها الجبناء).

ولكن من فوق رماد الخيانة والتآمر نهضت لجان المقاومة قوية لا تقهر، ومواكب لا تتراجع، وصمود أسطوري في وجه عسكر انقلاب البرهان.

قتلوهم، اختطفوهم، اعتقلوهم ونفوهم لم ينكسروا بل ازدادوا تصميما على إسقاط الانقلاب.
خذلوهم بالقول أن شعار اللاءات الثلاثة عدمي، وأن التصعيد الثوري لا يؤدي لنتيجة.. وحاولوا جرجرتهم لمبادرات التسوية، ولكن اللجان لم تشرب من تلك الكأس المسمومة.

الآن التخذيل تتسارع خطاه، من بعد مليونيات ٦ أبريل، والهدف أن تتصدع اللجان، وألا تتوحد مواثيقها أبدًا، ومنع قيام المركز الموحد لقوى الثورة، واستبداله بحلف مهادن يقوده سدنة الهبوط الناعم …يبصم على وثيقة إجهاض الثورة وشرعنة الانقلاب ..مقابل حفنة مقاعد وزارية وتشريعية لبعض ناس سينتحلون اسم لجان المقاومة ..
تضيع دماء الشهداء سدىً إن نجح هذا المخطط.

٦ أبريل لم يكن يوم الحسم، وفي قانون الثورة، الانتصار يصنعه تراكم الوعي وقوة الفعل الجماهيري..
ومنذ ما قبل الانقلاب نحن في خضم ثورة لم ولن تجهضها المؤامرات أو الاغتيالات، ودوننا مجزرة القيادة العامة.
يريدونكم أن تنشغلوا بالملاسنات والمبادرات، لإطلاق سراح القتلة، ولإعادة الانقاذ المخلوعة للمشهد مرة ثانية..
الآن الكيزان خارج السجون وأعضاء لجان المقاومة خلف الأسوار ، ولو أن موكبًا واحدًا اتجه لتحريرهم لهرب السدنة والفلول.
في الأمثال السودانية نقول (السواي ما حداث)، قوموا إلى ثورتكم يا أيها الثوار، ولا تنشغلوا بما عداها..
والخواف لبدوه لمن تمشوا وتجوه..
وأي كوز مالو؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.