بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: كتف … أبريل
متابعات/ الرائد نت
انقضى شهر مارس ولم ينسى كعادته الاتكاء على كتف أبريل، والتي يغيظ ذكراها نفر من الذين أدمنوا معاداة الانتفاضة والثورات، ويسعوا للحيلولة دون تحقيق مراميها حتى لو يموت الأبرياء والأطفال العزل، كما هو حادث بعد انقلاب 25 أكتوبر التاريخ الذي سطر فيه الانقلابيون عزلتهم الداخلية والخارجية، وإن وجدوا بعضًا من حركات لا هي مسلحة يمكن التعويل على قدرها في إحداث تغيير، ولا هي غير مسلحة يمكنها الجلوس مع المكون المدني والعمل بجانبه لإبعاد العسكر عن الحياة السياسية التي ابتدرتها المؤسسة العسكرية نفسها، عبر ندوة الأكاديمية العسكرية العليا، ولكن لا أحد يعلم أين ذهبت هذه التوصيات وصحيفة الجيش التى ظلت تظهر منتقدة كل من يقول بأن (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) الهتاف المحبب للمواكب والوقفات الاحتجاجية، ولكنها هذه المرة غاصت في انتقاد رئيس البعثة الأممية التي رفضتها بعض القوى السياسية في حينها، بينها الحزب الشيوعي الذي أبان أن استدعاء هذه البعثة رغم أنها ظلت موجودة منذ عهد الإنقاذ المبادة وفق البند السابع، إلا أن الصمت عليها كان لمداراة خجلة التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الأكثر فظاعة من أي أداء للبعثة التي كانت محل ترحيب العسكر والهبوط الناعم، حتى نهاية الجولة الأولى التي يبدو أنها لم تعجبهم فقال حميدتي قولته الشهيرة التي تشبه مقولة الكباشي لحمدوك عندما توصل مع الحلو لاتفاق مبدئي (وعد من لا يملك لمن لا يستحق).
فقد قال حميدتي إنهم كانوا يعتقدون أن فولكر مسهل وليس وسيط، ولذلك قبلوا به ونسي نائب البرهان أنهم قبلوا به دون قيد أو شرط، مقابل التطبيع الذي كان حمدوك أكثر المتأثرين به، فقد تراجعت شعبيته بصورة كبيرة وكان حميدتي قد اجتهد لإنقاذ تلك الاتفاقية التي ظهر البرهان حيالها مترددًا، عندما قال إن المجرم البشير كان يريد التطبيع وقد أبلغه بذلك، وأيًا كانت النوايا يبقى أن تفجر الخلاف بين فولكر والبرهان، متزامنًا مع حلول أبريل وعودة البرهان من مصر التي ظلت تدعم وتصدر موجهات ضد رغبات الشعب السوداني، الذي يموت أمام ناظريها مطلع كل صباح جديد وهي لا تكف عن ترديد أهازيج نقل ثروتنا الحيوانية على طريقة الناس في شنو.. رغم أن مصر تضرب طناشًا على دهس ترس الشمال عبد الفراج بواسطة شاحنة مصرية، لكنها أصرت على مفاتحة البرهان في أمر الثروة الحيوانية إبان زيارته الأخيرة لمصر، والتي تزامنت مع وصول الوديعة السعودية لمصر البالغة ٥ مليار دولار، عنت أن بعضًا من دول المحور قد كفرت بالتلاعب بمشاعرها التي لا تحتمل، مع مهاجمة شركات نفطها بالصواريخ الحوثية وجيرانها مشغولون ببيع قواعد بالبحر الأحمر.
وإن دخل توقيت ذكرى اعتصام القيادة في واقع أكثر غتمة من أي وقت مضى، وظل دعاة مسك الحبل من المنتصف ينادون بوحدة الصفوف، يحجون للمبادرة ويبصمون على بقاء العسكر والانتخابات التي يستحيل أن تدار في ظل وجود العسكر حتى بعيدًا عن مراكز اتخاذ القرار، فيجب أن يكونوا في الحدود مع جيوشهم ويتركوا للشارع التقرير في شأن التحول الجزري المنشود، الذي لن يتأتى إلا عبر المركز الموحد للانتفاضة..
دمتم والسلام..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.