محمد عثمان الرضي يكتب: البرهان وفولكر
الخرطوم/ الرائد نت
التدخلات الأجنبية في شئون السودان الداخلية أصبحت من الظواهر الواقعية التي لاينكرها إلا مكابر وعلى مرأى ومسمع وعلى رؤوس الأشهاد
ولم تأتي هذه التدخلات من فراغ وإستغلت ضعف الحكومة وإنشغالها بالقضايا الداخلية وإغتنمت هذه الفرصة الثمينة التي لاتعوض وحشرت أنفها في كل صغيرة وكبيرة وأصبحت لاتمرر كل شاردة ولاواردة إلاوإستغلتها من أجل تمرير أجندتها المغرضة
كسر شوكة المنظومة الأمنية وشيطنتها وإلباسها ثوب المجرم وسافك الدم والعمل على زعزعة الثقة مابينها ومابين المواطن كانت نقطة البداية للمخطط الخبيث الذي يسعى لهدم الوطن
تحجيم دور جهاز المخابرات فقط في تحليل المعلومة ورفعها إلى متخذي القرار أدى إلى هدم أهل المرتكزات الأساسية لعمل هذا الجهاز الحيوي الذي يلعب دور في غاية الأهمية واحوج ماتكون له الدولة في هذا التوقيت الحساس من عمر السودان
إظهار هيبة الدولة وإنفاذ حكم القانون لايتأتي إلا من خلال منظومة امنية قوية ومدركة تماما لمايحيك بالوطن داخليا وخارجيا وذلك من خلال عمل مخابراتي متقدم يتعامل مع الحدث قبل وقوعه
تهديدات رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس رئيس بعثة اليونتامس بحجة تجاوزه التفويض الممنوح له والعمل على التدخل في الشؤون الداخلية للسودان هذا أمر طبيعي وواقعي لأن غالبية مثل هذه البعثات لديها عمل معلوم وواضح ولديها مهام خفية وغير منظورة وماأكثرها
طرد فولكر أمر ليس بالمستحيل ولكن في ذات الوقت ليس بالأمر السهل وذلك لتمدد البعثات الداخلية بمختلف الواجهات وتقلقلها داخل مركز القرار عبر وكلاؤها المنتشرين في كل شبر في السودان
مؤسسة الأمم المتحده بمثابة بوليس العالم واليد الباطشه والسيف المسلط على رقاب على كل من يقول لا في وجهها
خسارة المجتمع الدولي ليس في صالح السودان إطلاقا وبالذات في هذه الظروف الحالية ولكن في ذات الوقت ان لايكون خصما على السودان الذي قدم كافة التنازلات ومازال من أجل كسب المجتمع الدولي (الذي لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب)
السودان في مفترق طرق وان يكون ولايكون فإما أن يكون بعزه وشموخ وإباء وإما أن يكون أداة من أدوات المجتمع الدولي يحركه كيف ماشاء ووقت ماشاء وفقا لأجندته المعلومة للجميع وبذلك يفقد السودان هيبته ومكانته وسيادته وهذا مالايرضي لكل من له غيرة ووطنية خالصة وولاء صادق وعميق لتراب الوطن
التعليقات مغلقة.