خارج السياق | مديحة عبدالله تكتب: يا للعار

متابعات/ الرائد نت

حذرت كل من منظمة الزراعة والأغذية بالأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي من تفاقم الجوع وسط السودانيين، وسيصل عدد من يواجهون الجوع الحاد إلى (18) مليون شخص بحلول سبتمبر 2022.. وضع غير إنساني ومزري، بينما ترتفع وتيرة النزاعات والأزمة الاقتصادية والانقسام والتشرذم السياسي، وسيادة خطاب الكراهية والعنصرية.
حال يستدعي وقفة جادة مع النفس كأمة، عجزت عن أن تحافظ على إنجازات ثورة ديسمبر التي قدمتنا للعالم أفضل تقديم، ورسمت لنا صورة تدعو للتفاؤل وسط الأمم، إلا أننا سرعان ما نكصنا على أعقابنا ونعايش ردة مريعة، وما يحدث الآن على أرض الوطن يكاد لا يوجد له مثيل في العالم، ففي حقيقة الأمر نحن الآن أمة محطمة معنويًا، وإذا أردنا النهوض علينا مواجهة الأسباب الجذرية لما يحدث لنا الآن وبالسرعة المطلوبة حتى لا يضيع الوطن من بين أيدينا..
كل حديث عن الاتفاق والتوافق السياسي ذهب هباءً منثورًا، لأنه يفتقد للقضايا التي لا تختلف حولها أطراف الأزمة الماثلة الآن، وليس هناك ما هو أقوى وأشمل من القضية الإنسانية والحقوقية والوطنية المتصلة بجوع (18) مليون مواطن سوداني، المطلوب منا جميعًا أن نضع نصب أعيننا أن حقوق هؤلاء المواطنين في الحصول على الطعام مسؤولية مشتركة رسمية ومجتمعية.
المطلوب الآن ممارسة أقصى درجات الضغط على السلطة الانقلابية من أجل أن تقر وتعلن حالة الجوع تلك وتتحمل مسؤوليتها في التصدي له اقتصاديًا واجتماعيًا، فهي تملك المال والعتاد الذي يتم توجيهه لقمع المعارضة، ولا بد من تسخير تلك الإمكانيات الكبيرة لصالح القيام بتدخلات عاجلة لتوفير الطعام للجوعى.
قوى المعارضة تتحمل المسؤولية أيضًا، فهي تملك القدرة على جعل قضية هؤلاء المواطنين في صلب كل المبادرات والمواثيق المطروحة لحل الأزمة، وكذا في قمة أولوياتها، أتوقع ان يساعد ذلك في تقريب شقة الخلافات، لأنها قضية غير مختلف عليها، عوضًا عن الغرق في تفاصيل (حكم يحكم وكيف) بينما أصحاب الوجعة يواجهون الجوع، إنه أمر لا يحدث إلا في السودان، ولا بد لنا أن نعمل وبسرعة في معالجة الخلل في مناهج عملنا بوضع الأهداف الأكثر حيوية والمتصلة بحقوق المواطنين العاجلة نصب أعيننا وكذا أولويات وطرق العمل، دون ضياع المزيد من الوقت..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.