الصحفيون السودانيون يقدمون تجربة ناجحة.. مديحة عبدالله تكتب..

متابعات/ الرائد نت

يقدم الصحفيون السودانيون تجربة ناجحة في إدارة الخلاف لتحقيق الهدف، حيث خبروا خطورة التشرذم عليهم وعلى المهنة وظل تكوين النقابة كهدف مشترك شاخصًا أمامهم، لم يكن هناك بد من محاولة جمع الصف وتوحيده بجهود مضنية من صحفيين وصحفيات وضعوا نصب أعينهم أن تأسيس النقابة هو الغاية وفق شعار الحركة النقابية السودانية (لكل حزبه والنقابة للجميع).
لم يكن الطريق ممهدًا، بل شهد العمل التعثر نتيجة لتفاقم الخلافات حول تفاصيل، ومحاولات البعض نسف الجهود لأسباب سياسية وغيرها، إلا أن الرغبة في تجاوز الصعوبات لم تتلاش، وعزمت الأجسام الصحفية ممثلة في: اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين، واللجنة التأسيسية لنقابة الصحفيين السودانيين، واللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين، على مواصلة العمل، وطيلة عامين، على أساس الاتفاق على مشروع النظام الأساسي للنقابة، وميثاق الشرف الصحفي..
أدى ذلك لحدوث اختراق مهم، فالنقاش حول النظام الأساسي حسم الجدل حول أمور هلامية، حيث كان هناك أكثر من مشروع، تم الاتفاق على النقاش حول ما هو مختلف عليه وهو ضئيل جدًا، في المشاريع المطروحة، وإعداد مشروع واحد يتم طرحه على الجمعية العمومية لإجازته، فالكل تقريبًا كانوا على اتفاق حول جُل البنود المطلوب تضمينها في النظام الأساسي، وقد كان.
الأمر الثاني ميثاق الشرف الصحفي، ولم يكن هناك اختلاف كبير حوله، وتواصل العمل من أجل حصر وتسجيل الصحفيين والصحفيات وعقد الجمعية العمومية لاختيار لجنة تمهيدية تقوم بالإعداد لقيام جمعية عمومية لإجازة النظام الأساسي وانتخاب لجنة تنفيذية للنقابة، في فترة أقصاها (3) شهور، وجرى ذلك في مناخ ديمقراطي يوم 26 مارس الجاري بالخرطوم، كحق انتزعه الصحفيون وسط القمع ومصادرة الحريات من قبل سلطة الانقلاب..
إنها تجربة مهمة تعزز مقاومة الانقلاب، وتؤكد أن النقابات هي رأس الرمح في تأكيد حرية التعبير والتنظيم، للعاملين والعاملات في كل المواقع العامة والخاصة، كما تؤكد أن العمل المشترك ممكن إذا تم التوافق على الهدف، وبحث نقاط الاختلاف في ما هو مطروح من وثائق لكيفية الوصول إليه، وهنا لا مجال لادعاء المثالية، فالمصالح الاجتماعية والفئوية والحزبية والشخصية تظل ماثلة.. إلا أن التحدي يبقى في كيف نضع كل ذلك في الاعتبار ونسعى معًا للوصول لما نصبو إليه؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.