من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: القامات لا تنحني

0

الخرطوم/ الرائد نت

لا زال البشير يرقد في عليائه وهذه الكلمة اسوقها تورية ، ظل هذا الرجل كالجبل الأشم صامدا صمود القائد ، حينما حس بالانقلاب عليه لم يتحسس شنطته ولم يتحسس تلفونه لكي يتصل بأقرب رئيس دولة ليطلب حق اللجوء السياسي كما فعلها بن علي بعد أن قال: فهمت وركب التونسية ، البشير ظل طوال حكمه عزيزا وظلت بلاده عزيزة برغم الحصار الذي فرض على حكمه لكنه أنجز مشاريع ضخمة لم ينجز الذين أتوا من بعده إلا الخراب والفشل ، ظل قويا لم تخوفه الآلة الامريكية الظالمة التي تتعامل بمبدأ (الخيار والقوس) لم تؤثر عليه بل قال لها قولته المشهورة : (أمريكا تحت جزمتي) ، برغم مرضه وكبر سنه لكن فيه ميزة السوداني القوي ، صار يتحسر البعض على عهده ويطالبون بعودته واظنه لو شاوروه في هذا الأمر سوف يرفض لأنه تركها مخضرة ومن اتو بعده جعلوها قاعا صفصفا فكيف يستلم ( فطيسة)؟ !

قامات الذين فصلوا تعسفيا لم تنحني برغم الظلم الذي حاق بهم فمنهم من رتب وضعه وصار الآن وضعه أفضل من سابقة وجرى عليه المثل( رب ضارة نافعة) أعرف الكثير منهم وبالذات أساتذة الجامعات هاجروا إلى دول الخارج وصار ما يتقاضونه من مال عشرات الاضعاف مما كانوا يتقاضونه في الجامعات السودانية ، جلهم رتبوا أوضاعهم ولم يتباكوا لانهم يؤمنون تماما أن الأرزاق بيد القوي الرزاق لابيد ( الوجاجدة) ومن شايعهم ، قدموا دعاوي قانونية لكي يأخذون حقهم بالقانون ، تم إرجاع العديد منهم والمتبقي حتما سوف يرجعون واستلموا مكانهم القديم في الخدمة المدنية مرفوعي الراس بالتهليل والتكبير وانغام الكيتا

غندور ومن معه مكثوا في السجن زهاء العامين وزيادة بتهم ملفقة ، وظلوا مرفوعي الراس هاماتهم عالية وقلوبهم ذاكرة وايمانياتهم كل يوم تتجدد وتلمع ويزداد بريقها في وجههم كما الذهب حينما تعطيعه نارا يزداد لمعانا ، ظلوا هكذا دون تقديمهم لمحاكمات عادلة الي أن نفض الغبار العالق من القضاء والنيابة وجرت محاكماتهم التي لا زالت جلستها تقام حتي الآن ، ماجري في المحكمة من جلسات فيها المضحك المبكي وفيها الكذب والخداع والتلفيق وفيها (العملوا فيها رايحين) و(نكروا حطب) ، حتما سوف يظهر الحق ويزهق الباطل قريبا

الفرق شاسع بين هؤلاء واولائك بمجرد أن تم القبض عليهم قامت الدنيا ولم تقعد وقالوا : هذا القبض هو اعتقال سياسي وهذه اعتقالات اريد بها الكيد والتنكيل لكن النيابة اصدرت بيانا بذلك أن الذين تم القبض عليهم بموجب اتهامات جنائية وليس غير ذلك ، خفت صوت السفارات بعد ان عرفوا من اتهامات ، أموالا ضخمة ومنقولات لاتحصي ولا تعد استردت من رموز النظام السابق أين ذهبت ؟ لا نعرف وحمدو في بطن لجنة المراجعة لكن يبدو ان الأموال هذه ضاعت واكلوها وهذا ما سوف نعرفه في الأيام القادمات …

اقول للذين كانوا سجنانين وجلادين وهم الآن في السجون نزلاء ومبلولين : القامات لا تنحني إن كنتم قامات كونوا صامدين لا ينفع الصراخ ولا الجعير و(اكلوا ناركم) التي اوقدتموها بأنفسكم ، وهذه فرصة لكم للتوبة والغفران من الله علي ما فعلتموه من ظلم وتنكيل وكيد واتهامات الباطل ، و قد قلتم : نحن مناضلين واسود لكن كنتم للأسف الشديد كما قال الشاعر :
‏”وتراهُ يزأرُ كالأسود مزمجرًا
لكن إذا بدتِ الأسودُ يموءُ”

اترك رد