ساخر سبيل | الفاتح جبرا يكتب: لو يعلمون !
متابعات/ الرائد نت
ظل عسكر الكيزان وفلولهم والقتلة أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع وجهاز أمنه وكتائب الظل وجنجويدهم المرتزقة المحتلين يتعاملون بحقد دفين مع كل الشعب وكأنهم عبيد لديهم ، فمنذ أن إنقلبوا على الحكم في ٣٠يونيو ١٩٨٩م وحتى الآن لم يقدموا للوطن إلا الذل والمهانة ولم يرفعوا سلاحهم لحمايته يوما انما كانوا يصوبونه ضد أبناءه العزل ولم يجتهدوا في انجاز شيء بقدر اجتهادهم في تعذيبهم ، استولوا على كل خيراته لأنفسهم وباعوه في سوق النخاسة ونهبوا كل ثرواته لمصالحهم الذاتية و كرسوا أنفسهم لعدائه فقط ، اعتقلوا معظم أبنائه واودعوهم سجونهم القاسية ومعتقلاتهم التي تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب والقمع والقتل الممنهج مما جعل الناس يطرحون ذلك السؤال : لماذا كل هذا الغل والكره الذي لم يخف يوما و لم تطفئ غليله كل تلك الدماء التي اهدرت باياديهم النجسة ، اي قلوب يحملها هؤلاء الاوغاد ؟
واستعرت نار عدائهم المستطير منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ثورة التي منحت الشعب الانعتاق منهم ومن دولتهم الفاشية تلك والتي تفننوا فيها في انواع التعذيب والإرهاب والترويع فمن أبناء الوطن من دفنوا احياء كشهداء رمضان ومنهم من تم رميه في البحر بعد ما قيدوهم بالحجارة و(بلوكات الأسمنت) الثقيلة ومنهم من مات بالضرب المبرح.
هذا غير المئات الذي ماتوا بالرصاص الحي وطلقات الاسلحة الثقيلة والمحرمة شرعا ومنهم من اعتقلوهم خارج القانون وزجوا بهم في غياهب السجون ولم يخرجوهم إلا جثثاً هامدة ، لم يستثنوا رجل او امراة كبيراً أو صغيراً ، بدأت دولتهم بدق مسمار في راس طبيب وختموها بإدخال سيخة في دبر معلم كل افعالهم جرائم تقشعر لها الأبدان.
لا جدال ولا شك إن كافة الأفعال القبيحة وغير الإنسانية قد أصبحت غير مستغربه منهم فقبل ايام تعدى بعض الجهلاء المتوحشين من أصحاب الفاقد التربوي والأخلاقي والإنساني من تلك القوات المرتزقة الغاشمة على معلم (مدير مدرسة نيالا الثانوية) واوسعوه ضربا واهانة وذلاً امام تلاميذه اذاقوه الما وانكسارا وتحطيما نفسيا اكثر من المه الجسدي الذي خلفته آثار السياط والخراطيش والعصي على جسده المنهك .
نزلت دموع (المعلم) وبكى بحرقة وضيم وما أصعب بكاء الرجال غلبا وقهرا، رسمت تلك الدموع وسام عار على جبين كل القوات النظامية وحتى آخر جندي في هذه المهنة التي جيئ لها بالأوباش من كل حدب وصوب بعد أن كانت من أسمى وأشرف المهن ولا يلتحق بها إلا (أولاد الناس) الذين تربوا على مكارم الأخلاق
دارت في ذهني اسئلة محيرة مليئة بالألم : هل يا ترى يعلم هؤلاء الاوغاد شيئاً عن قيمة المعلم وشرف مهنته وسمو مكانته فاحبوا اهانته امعانا في الذل حتى يكسروا أنفه ؟ أم أنهم محض أوباش رعاع لا يعلمون معنى كلمة (معلم) ولا يعرفون ما هي قداسة مهنته لانهم لم يلتحقوا يوما بمدارس حتى يفهمون معنى أن يكون الإنسان معلما أو يحسون بعطائه الذي حرموا منه فاصبحوا عبيداً لساداتهم فقط ينفذون لهم ما يأمرونهم به ويخرجون ضعفهم وهوانهم في أبناء الشعب السوداني الشرفاء ؟
لم تمر على السودان حكومة أسوا من هذه الحكومة البغيضة المجرمة ولم نشاهد إنحطاطا اخلاقيا وسلوكيا اكثر مما رايناه من جنودها ، حيث اصبحت جرائم الشرف ترتكب في وضح النهار ودون ان يرف لمرتكبيها جفن ليعلم هؤلاء الأوغاد أنهم لن يكسروا هذا الشعب ولن يستطيعوا ان يروضوه مهما فعلوا وبكل ما اوتوا من قوة وبطش وقمع واستبداد فإن هذا الشعب الأبي لن يهادنهم يوما ولن يقابل المزيد من بطشهم الا بمزيد من المقاومة والإصرار على اكمال مشوار الثورة ولن يستسلم هذا الشعب لتلك الاساليب الرخيصة التي لن تكسب الثوار الا قوة ومضاء .
إن كل ما يمر على هذا الشعب من ظلم وقمع واستبداد لن يفعل سوى رفع تكلفة فاتورة حسابهم القادم فلابد لليل ان ينجلي ولا بد ان تشرق شمس الحرية والسلام والعدالة ، وعندها فقط سوف ينال هؤلاء الاوباش ما يستحقون ولن تأخذ الشعب بهم رافة فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص وليعلموا أنه لا سبيل ولا مناص لهم من غضب الشعب العارم ولسان حاله يردد مع اغنيه الشاعر الجميل الراحل محجوب شريف
البيزدريك يا ويلو من غضبك عليهو ومن مشيتك
يا ويلو من اجلو الوشيك
السونكي الزنزانة والسجن السميك
وخطى الشهيد من حولو تهدر والنشيد
كسرة :
كل أول ليهو آخر (لو يعلمون)