بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: إلا.. المقاومة يا لقمان…

0

متابعات/ الرائد نت

الأستاذ اللقمان أحمد أول مدير للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بعد ثورة ديسمبر المجيدة، لم يراودنا أدنى شك أن يكون غير ملم بتفاصيل احتياجات الثورة الإعلامية فقد كان في فترته الأولى منحازًا لحمدوك انحيازًا أعمى وما زال، ربما يعتبر ذلك نوع من الوفاء للرجل وهذا حقه، لكن حمدوك حينما أتى به لم يقصد الإخلاص له بل للمهنة والجهاز القومي الحساس وربما رأى اللقمان أن رب البيت يضرب بالكفوف في شراكات الدم بالفترة الانتقالية وقضاياها، التي قلبها حمدوك رأسًا على عقب وظل تلفزيون البناء اللقماني يساعده بتجميل المعاني عبر الضيوف حينها، وما زالت حلقة استضاف فيها ياسر عرمان وخالد سلك وعدد آخر من الحرية والتغيير وآمال الزين من الحزب الشيوعي وحيدة، أكدوا جميعًا وفق ردهم على موقف الحزب الذي طرحته آمال أنهم لن يلتقوا مع الحزب الشيوعي أبدًا، وكان الحديث حول الطرح الاقتصادي وأزمة البلاد التي ما زالت مستفحلة، وقالوا حينها دفاعًا عن روشتات صندوق النقد الدولي، إن الحزب يطرح رؤى غير واقعية وأيديولوجية، كأنما مشروع الجزيرة يروى من الماء الأمريكي وليس أنهار السودان وترعه.
استمر اللقمان على هذا النهج الذي تضرر منه حمدوك حتى وجد نفسه في كماشة الانقلاب ثم الاستقالة، ثم عاد اللقمان حاملًا حوارًا بلا قيمة سياسية ولا مضمون يشير حتى إلى رغبات ذاتية ومهنية لتلفزيون السودان ومديره بالتحول الديمقراطي، إنما مواصلة لمسلسل انقاذي قديم باسم دعوني أعيش..
فعاش العياش حتى خرج علينا أمس القريب بحوار مع جهات مصطنعة ومجهولة الهوية، اعتادت أجهزة النظام المباد القمعية والأمنية أن تستنسخ مثلها حسب رغبة السلطان، الاسم الذي كرره اللقمان عشرات المرات (لجان المقاومة المستقلة) مستقلة من ماذا ولماذا؟
لماذا يحاول مدير الأجهزة القومية تشويش صورته قبل صور المقاومة الباسلة، وهي واحدة لا ثاني لها ولا منافس لأنها تكونت في ساحة الاعتصام بالعاصمة والولايات، وكان رماتها في لجان الميدان والتروس والخدمات والإعلام والاتصالات السياسية وغيرها، أين كان هؤلاء الذين يدعون الاستقلالية ومعروف أن دعاة الاستقلالية لا يستغلون الألقاب، والذين يدعون المهنية لا يفشلون في استضافة أهل المقاومة المتواجدون في ساحات النضال بالشارع، لا وقت لهم للترهات وصبر لأطروحات إعلام العسكر الجديد..
لقد قالوا،، أي ضيوف البناء الوطني،، إن العسكر يجب عدم الزج بهم في القضايا السياسية هل بربكم هذا فكر من يدعى المقاومة؟.
لا علينا لكن الشفقة تتملكنا على الزميل اللقمان الذي انتهج في بداياته طرحًا جذب المشاهدين على الأقل ناحية الجدية، وإن كان متحاملًا على بعض الجهات غير المرضي عنها من قبل حمدوك ثم البرهان وحميدتي وأبوهاجة والإمارات والسعودية ومصر لاحقًا.
والأدهى والأمر أن يأتي هذا اللقاء في وقت تتوحد فيه كافة الجبهات المدنية عدا الفلول تجاه طرح المقاومة وميثاق سلطة الشعب، الذي أحبط كافة محاولات عودة حمدوك إلا عبر تفويض من المجلس التشريعي، وكان طرحه الأساسي إبعاد المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية هو التفاف شعبي شامل، كان على اللقمان احترامه حتى إذا كان غير مقتنع به، فليلزم الصمت أو يجمل فراغاته المحكمة حتى لو بإعادة حلقات قديمة.. بدلًا من هذا التلاعب بالأسماء…
فعذرًا أهل المقاومة الشرفاء فدوركم ونضالاتكم المتجسدة صمودًا على أرض الواقع لا يراها من بعيونهم رمد…

مرصد أخير:
التلفزيون تلفزيون السودان ما اللقمان …
دمتم والسلام..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.