شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: يا عنصري ومغرور
متابعات/ الرائد نت
عندما تدور الحرب في أوروبا وبالتحديد أوكرانيا، تنهال المساعدات المالية إليها، أميركا تعطيها ٢٤ مليار دولار، والاتحاد الأوروبي يدفع، وصندوق النقد الدولي دفع..
وكل الدول الأوروبية فتحت حدودها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، وقالت إنها ستتيح لهم فرص الدراسة والعمل.
وهذه الحرب التي تدور منذ ٣ أسابيع قتل فيها من الجانبين الروسي والأوكراني حسب أرقامهما الرسمية ٣٣٠٠ عسكري.
وعندما تدور الحرب في دارفور في بقعة اسمها السودان تقع في قلب أفريقيا، يقتل فيها ٣٠٠ ألف حسب أرقام الأمم المتحدة، فماذا يحدث؟
يقتلون إن لجأوا إلى ميدان مصطفى محمود بالقاهرة وهم يستجيرون بالأمم المتحدة، وتغلق أوروبا حدودها في وجههم، والقتلة والمجرمون الذين ارتكبوا الجرائم في مأمن من العقاب لأن المحكمة الجنائية لا يعنيها أمر دارفور الآن.
ومساكين أهل دارفور فقد تحدث باسمها (ناس)، تحكروا في كراسي السلطة، حكام ووزراء ومستشارين، وحصلوا على امتيازات مالية، ولكن دارفور تبقى في معسكراتها وفقرها.
ولو حصل أهل دارفور على ١٪ فقط من عائد مواردهم الطبيعية التي تنهب، لكان الحال مختلفًا، ولكن النهب يستمر وإلى حين إشعار آخر. وما أعظمك يا شعب حين تهتف (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور).
على أيام السفاح نميري كانت هنالك نكتة مفادها أن زوجته اتصلت به ذات (نهارية) تبلغه أن أحد الحرامية (نط) الحيطة وسرق كذا وكذا، فرد عليها بالقول ما معقول لأن كل الحرامية معاي هنا.. وكان يقصد مجلس وزرائه المنعقد في ذات اللحظة.
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فالزيادات الكبيرة التي حدثت في البنزين والجازولين والكهرباء والدقيق لا تعكسها أرقام موازنة ٢٠٢٢.
وعندما تكون الأموال العامة في قبضة الحرامية فالدواء ينعدم والبومبان يتوفر.. وحبة البندول فوق طاقة الفقراء، ولكن طلقة المدفع تقتل الثوار..
في سالف العصر والأوان قال صديقنا (سوس) في وصفه للصراع الطبقي..
ناس تحيا الحياة روقة
وناس جيعانة مريوقة
وناس تأكل كباب بالسيخ
وناس بالسيخة مفلوقة..
ومن يعتمد على مساعدات العالم الإمبريالي فهو خاسر لا محالة، ومن يظن أن التسوية بقيادة حمدوك قادمة، فهو لا يعرف قدر الثورة ولا الثوار..
وإلى القصر حتى النص..