من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: أثيوبيا تشتعل
الخرطوم/ الرائد نت
أثيوبيا لا زالت نار الحرب فيها تتقد مرة أخري ثم تخبو لكن سرعان مايشتد اوارها مرة ثانية وثالثة ، يبدو أن الوضع لم يستقر ولا سوف يستقر برغم التطمينات التي ظل يرسلها أبي أحمد والإعلام الاثيوبي ، أبي أحمد في الفترة الأخيرة وبعد أن قاربت قوات التحالف الاثيوبي من العاصمة أديس أبابا لبس لامة الحرب وذهب إلى مناطق العمليات قائدا لجيشه وكلف نائب له لإدارة شؤون الحكم ، سدد ضربات موجعة للمعارضين وظن نفسه منتصرا ثم عاد ، بعدها أطلق مبادرة وطنية أعلن فيها عن إنتهاء الحرب وأطلق سراح عدد من السجناء السياسين المعارضين وأعلن عن مبادرة وطنية للحوار ولم الشمل وظن إخماد نار الحرب لكن خاب ظنه سرعان ما دارت الحرب مرة أخرى
قبل أيام قلائل شنت قوات دفاع بني شنقول (BDF) هجوما على الجيش الاثيوبي حينما كانت ترافق مجموعة مهندسين وفنيين وعاملين في سد النهضة التي اوقعت هذا الرتل في كمين في منطقة ( دانفور) ،خلف الهجوم عددا كبيرا من القتلي والجرحى واسرى في صفوف الجيش الاثيوبى والمدنيين ، هذا الهجوم يعد استهداف قوى اربك حسابات الحكومة الأثيوبية وجعلها تعيد حساباتها من جديد
يبدو أن مليشيات عديدة تقاتل الحكومة الإثيوبية على سبيل المثال جبهة تحرير الاورومو OLA التي تقدمت نحو مدينة( امبو) وهذه المدينة تقع في العمق الغربي لاثيوبيا، ولعل مدينة امبو تبعد حوالي 100 كيلو متر من العاصمة أديس ، جبهة فانو اتجهت بحدود كبيرة نحو حدودها مع اورميا
المجهودات التي يقودها ابي احمد لوقف الحرب يبدو أنها تواجهها عقبات في ظل تعنت هذه الجبهات وخاصة آلية الحوار الوطني التي وضعها للتفاوض مع ال TPLF وهي جبهة تحرير التقراي بعد أن حيد منها عناصر لصالحه وابعد مجموعة المعارض ( ديمكا موكنن) ، ابي احمد سعي لصنع تحالفات جديدة لكبح جماح التمرد المعارض مع بعض الدول ذات الجوار له مثل إريتريا التي يقاتل جيشها معه وجيبوتي التي وقع معها إتفاقية دفاع مشترك وضبط الحدود
بلاشك أن الصراعات والحرب الأثيوبية الداخلية خلفت دمارا شديدا وخلفت قتلى وجرحى وهجرت أكثر من ٢ مليون لاجئ فروا من ويلات الحرب مئات الآلاف منهم دخلوا السودان في ظروف قاسية واستقبلتهم الحكومة السودانية بكل صدر رحب ، الحرب خلفت مأساة إنسانية كبيرة كبيرة ومجاعة طاحنة في هذا البلد الفقير
يبدو أن ما تخلفه الحرب سوف يتصاعد ويزداد في غضون الفترة القادمة ، (بوريتشيشيركوف) المتحدث بإسم مفوضية اللاجئين ابان أن هنالك هجوما حدث لبعض المعسكرات التي تأوي اللاجئين داخل الأراضي الإثيوبية بسببه أجبر جميع العاملين في المجال الإنساني إلي المغادرة إضافة لانقطاع اللاجئين هناك في مخيمات تونغو وغوري شيمبولا، المفوضية شكت من الدعم الذي قدم لها والذي بلغ 335 مليون دولار ويمثل 9% من الاحتياجات التي رفعتها المفوضية …
المتضرر الأول من ويلات الحرب الإثيوبية إثيوبية هو السودان الذي تدفق إليه الفارين من جحيم الحرب وسكنوا في معسكرات داخل الحدود السودانية أكبرها معسكر الطنيديبة، وأم راكوبة ومعسكر 6 بالدمازين والخ ، لا زالت جموع اللاجئين تتقاطر ، اللجوء بلاشك له افرازات سالبة على البلاد منها انتشار الأمراض والتسلل من المعسكرات إلى داخل عمق الأراضي السودانية بالإضافة إلى ظهور تجارة البشر
الحرب في أي مكان لا تخلف إلا الدمار حيثما وقعت ، الحرب ليس فيها هازم ولا مهزوم الكل يدعي أنه منتصر ، لا مستفيد منها إلا تجار السلاح وصانعي الازمات ، الحرب المتضرر الأول هي البلاد التي تقع فيها وبنيتها التحتية والمواطن الذي يفقد المسكن ويصير لاجئا ، فتبا لها وتبا لمن يأججون اوارها ، لك الله ياوطني ، الذي ظللت تجني آثار حرب الدول التي من حولك ، (واقعين في البير يقع كمان فينا فيل) ! ؟.