بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: المكاجرة
متابعات/ الرائد نت
ما تزال (صدمة) ميثاق سلطة الشعب الذي صدر الشهر الماضي بواسطة لجان مقاومة ولاية الخرطوم ، آثارها بادية على وجوه المنتفعين وأصحاب الأجندة الخفية بالداخل والخارج، فها هو السيسي وبن زايد وامراء الحرب اليمنية يستغلون الوضع العالمي المنشغل بحرب روسيا وأوكرانيا وينصبوا أنفسهم أوصياء على السودان، وثلاثتهم سبب أزمته وإطالة عمر النظام المباد وعمر الانقلاب الحالي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولن تنفعه عمليات ضخ الأوكسجين الإماراتي المزين بعودة حمدوك الذي دعم الانقلاب ثم منحه الشرعية ثم شاهد الثوار يستشهدون ويقمعون أمام القصر الذي اقتادوه إليه يومها، وكان الغرض من تكثيف القمع حتى يتردد في التوقيع ولكنه وقع وإن استقال بعد ذلك، لكنه عاد مجددًا كما حملت الأنباء ليضع يده في يد من وضع الشعب كله في حالة الطوارئ والانهيار والتردي عبر مبادرة خارجية غير مجدية، ستظل سبة في وجه من وضعوها وركبوا سروجها وإن تلونوا بعلم السودان…
لقد تراجع فولكر الذى ظل يردد على مدار الأشهر الماضية بلسانه العربي الفصيح، أن الحل يجب أن يكون سودانيًا ولكنه في نفس الوقت يتفرج على الإمارات تدعو الاتحاد الأوروبي والإفريقي، والسفير الأمريكي بأبوظبي وليس السودان والاجتماع بمن يعتقد أنهم حل الأزمة كأنهم لا يعلمون أنهم الأزمة ذاتها، وأن اتفاقهم مهما كان مدعومًا بمليارات الدولارات لن يصمد أو يجعل الشارع المنتفض ينحسر، كما يأمل فولكر الذي ظل يهدد بالهاوية، كأنما السودان جالس على قارعة بارجة في علياء البحار والمحيطات..
إنه في الهاوية منذ أن استدعاك حمدوك الذي شرعن لانقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر، ثم هرب ثم لحق به البرهان ليكمل ما بدآه سويا من تحطيم الثورة العصية على مثل هذه الترهات.
بالنظر لمستوى المبادرة وبنودها وكونها صادرة من ممثلي قيادات مؤسسات عالمية عريقة ودبلوماسية، لمن تعتبر نفسها سيدة العالم الاولى تجدها أي المبادرة فقيرة حد الكفاف، بخلاف اعترافها بلجان المقاومة أرى أنها لا تستحق حتى الإشارة لبقية البنود.
وإن كان من حسنة أخرى فقد بينت أن ميثاق سلطة الشعب ومن وراؤه من الشباب المجتهد الذى أعد الوثيقة بلا دعم مالي ولا لوجستي، لا سفر لا منظمات ولا صرف بذخي، حكى الفارق المهول بين الذى له قضية والذي يدفع ليستمر الأرزقية، فقد كانت أولى المحفزات للبرهان وحمدوك للموافقة على الطرح مبلغ 20 مليار (الطريف أنها ما محددة درهم دولار ريال شيك سياحي)، تدفع خلال 4 سنوات بمعنى البرهان الذي يتمسك بالعام ونصف لتسليم السلطة للمدنيين بعد انتخابات أصلاً ما واردة، المصيبة أن الإماراتيين أعطوه سنتين ونص تاني وهذا معناها أن البرهان يلحس كلامو ويغير فهموا ويتخارج من جماعة اعتصام القصر، بأن تكون الحرية والتغيير المركزي هي الحاضنة وفق رغبة حمدوك.. والعفو عن الجرائم وعدم تسليم البشير للمحكمة الجنائية، وهذه كلها في صالح البرهان والعسكر ويعطوهم عليها مقابل كمان.
أما مجلس سيادة برئاسة حمدوك هذه فيها شوية فهلوة وريحة سعودية، لأن البرهان سيذهب لوزارة الدفاع ويتفرغ لحميدتي بتاع القواعد البحرية. والمؤسف أن الإماراتيين يشترطون علينا وثيقة دستورية جديدة لا تتضمن تعيين رئيس القضاء، والنيابة ولا المجلس التشريعي، لأن تلك المذكورات من اختصاص الثنائي حمدوك والبرهان، وفق القنبلة الإماراتية التي أزيح مفعولها قبل وصول البرهان السودان، وقبل حتى أن يحدد لها الثوار جدولًا للتمزيق فهي حقًا لا تحتاج لأنها ولدت ممزقة.
مرصد أخير:
المكاجرة الإماراتية ما فيها أي حديث عن الشهداء والشارع والجرحى والمفقودين، بل تزامنت مع تصفية كافة جرائم الإنقاذ وعسكر اللجنة الأمنية للبشير عبر احتلال مقر لجنة تحقيق فض الاعتصام.
دمتم والسلام…