شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: الوجه المشرق

0

متابعات/ الرائد نت

لعقود خلت سيطرة مافيا الصحة والعلاج، على القطاع الصحي في بلادنا، وحطمت عمدًا ومع سبق الإصرار المرافق الحكومية، وجففتها من أي ميزانية حكومية، وخصخصت الإمدادات الطبية، واستوردت الأدوية الفاسدة.
وجاءت الثورة والحال في حالو، والمافيا زادت سيطرتها إلى درجة إعفاء وتعيين الوزراء.
ورغمًا عن كل هذا كان الأطباء والكوادر الصحية في طليعة من عارضوا انقلاب الانقاذ منذ يومه الأول، وقدموا أول شهيد في بيوت الأشباح وهو الدكتور علي فضل، ولجنة ونقابة الأطباء من أوائل المؤسسين لتجمع المهنيين الذي قاد ثورة ديسمبر.
وغالبيتهم يدركون أن الصحة والعلاج خدمة وليس سلعة، وعندما يضربون عن العمل لا يتطرقون لأجورهم المتدنية، بل يطالبون بتحسين البيئة وتوفير المستلزمات لصالح المرضى..
بالأمس القريب كنت في مستشفى أمدرمان.. لساعات طوال كانت غرفة عمليات العظام تستقبل طوابير المرضي، والأطباء والممرضين والكوادر المساعدة من الجنسين يؤدون واجبهم في صمت، يشرحون للمريض طبيعة عمليته والزمن الذي تستغرقه.. ومعظم المرضى الذين يتوافدون على المستشفيات العامة هم فقراء والمحظوظ منهم يمتلك بطاقة التأمين الحكومية (درجة رابعة)..
ومنذ الثامنة صباحًا وحتى الرابعة بعد الظهر كان الطاقم الطبي منهمكًا في عمله، لم يتوقفوا حتى لتناول جرعة ماء..
ولا تنتهي مهمتهم عند هذا الحد، بل يعاودون المرضى في العنابر بعد ذلك للاطمئنان عليهم..
ولمثلهم قالت الأغنية (الفؤاد الليهم حب.. كان جريحهم وكانوا أطباء).
تلك كلمة حق نقولها للذين يعرفون معنى الوطنية واحترام العمل والتفاني في خدمة الشعب، وللأسف فهنالك صورة أخرى مشوهة يتصدرها الذين يقتلون الشعب من أجل كرسي السلطة، والذين لا يسعفون مريضًا إلا إذا دفع التكاليف مقدمًا، ولا يسمحون بإخراج الجثة إلا بعد دفع متبقي القروش..
وهذه المافيا لها روابط وعلاقات مشبوهة مع المتنفذين بالدولة، ولهذا السبب ينعدم الانفاق الحكومي على الصحة، ولا توجد أموال لتوظيف الأطباء والكوادر الصحية بعد تخرجهم.
وعلى كل فأصالة الشعب السوداني، وقيمته تظل باقية، لم تفسدها النظم الشمولية ولا الهبوط الناعم.. والقليل من التوظيف الصحيح للمال العام يحقق مجانية الصحة والتعليم، وهذا الأمل سيتحقق يوم الإطاحة بانقلاب البرهان..
وأي كوز مالو؟

اترك رد