بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: الميثاق

0

متابعات/ الرائد نت

كتب أحدهم من امريكا وهو منشق من إحدى الحركات المصلحة محذرًا من شهر مارس لأنه شهر الكوارث كما قال، مقارنًا بين تكوين بعض الحركات ومكونات الجبهة الثورية، محددًا الغلبة للجهة التي تملك كل شيء وعلى الفور تناولت الحركات الزمام، وكان اجتماع قاعة الصداقة الثالث الذي كانت حجته هذه المرة اختيار ناطق رسمي فطوره المهرجون لرئيس وزراء بدلًا عن الترتيبات الأمنية التي قنعوا من خيرًا فيها بعد منو أنفسهم لاستلام حاضنة الانقلاب الذي يشهد فصوله الأخيرة قبل حلول أبريل أعظم شعب وأعظم جيل..
ثم تراجعوا عن بعض الأطروحات كأنهم يتنصلون عن الانقلاب، وهو أمر طيب لكنه غير مقبول وإن تزامن مع تحريك آليات عسكرية وطائرات حربية هنا وهناك، وسحب مليار و600 مليون دولار من احتياطي بنك السودان دون علم وزير المالية، الذي كان مصاحبًا حميدتي إلى روسيا ومالي وتشاد بتكاليف تفوق المبلغ المسحوب، هذا التصرف أغضب وزير المالية الذي أنطبق عليه مثل (التسوي كريت)، ذلك عندما قام باستلام مبلغ 11 مليون دولار من سفارتي هولندا والنرويج بالخرطوم، لصالح مشروع ثمرات التي راحت شمار في مرقة اللقف المصلح، وأغضب هذا التصرف وزيرة الخارجية حينها واشتكت نديدها لحمدوك، وتأكدت أن الشكوى لغير الله مذلة، ويبدو أن الوزير لم يستفد من هذه الواقعة لأنه كان مركب ماكينة رئيس وزراء، يأمر وينهي ويرفض إدخال أموال أهله في النظام البائد المستردة عبر لجنة التفكيك إلى خزينة الدولة، ليواجه اليوم نفس الموقف ولا يجد سوى التهديد بفصل العاملين ببنك السودان، الذين تصرفوا في غيابه بمنح الاحتياطي المركزي لرئيس مجلس السيادة، الذي يملك أن يفصله في أي وقت وهو ما يريده جبريل للهروب من السفينة التي يقودها، ولم يتمكن من السيطرة على غرقها الذي أضحى عامل زمن ليس إلا. طالما وصل الحال لاقتحام مقر لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام والاستيلاء عليها وتسليمها لمدنيين كما قال نبيل أديب رئيس اللجنة، الذي أعلن أن الواقعة بعد خمسة أيام من الاقتحام كانت دليلًا قاطعًا على نهاية هذه المسرحية، التي ستطول فصولها عقب رفع فراش الانقلاب اللعين..
وسط كل هذه التداعيات وغيرها يكون ميثاق الشعب قد أتى أكله تمامًا، ودفع أسرة الانقلاب لرفع الكارت الأخير بإشراك مجموعات قوش الانتقامية وكتائب على عثمان الظلامية، ومدرعات حميدتي الوهمية التي فندها المقدم مأمون أمام المحكمة…
والمفرح أن الثوار في الشارع كلما رفعوا لهم معدل ترسانات القمع زادوا لمعانًا جهر بريقهم الخونة والقناصة ومصاصي الدماء.
دمتم والسلام..

اترك رد