من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: هل يستقيل جبريل؟

0

الخرطوم/ الرائد نت

جبريل إبراهيم وزير المالية الذي أتى وزيرا بموجب اتفاقية جوبا للسلام التي وقعتها الحكومة الإنتقالية حين كانت بطرفيها المتناقضين كتلة الحرية والتغيير والمكون العسكري والذي حدث بينهما طلاقا بائنا بينونة كبرى في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام المنصرم ، حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل ابراهيم كان نصيبها وزارة المالية ..

منذ أن استلم مهامه وجد وزارة خاوية خزائنها حيث لا يوجد فيها إلا (أبو النوم) الذي ظل مستقر فيها منذ ثلاث سنوات ، يمكن أن نقول أن جبريل ورث تركة مثقلة من الصعب جدا عليه معالجة الخلل في فترة بسيطة ، وجد كفاءات مالية وإدارية ولها خبرات قد شردت وتم استبدالهم بكوادر قليلة الخبرة ، ووجد وعود كاذبة لم تحقق مما يسمى باصدقاءالسودان والمؤتمرات التي صنعها حمدوك وصفق لها من كان معه وظنوا أن الدعومات التي التزمت بها الدول سوف تخرج هذه البلاد من عنق زجاجة الأزمة الاقتصادية ، لكنه وجدها (بندق في بحر) !!

الجراحات القيصرية التي ظل يجريها جبريل إبراهيم لولادة اقتصاد ( سد الحيرة) و(عالوق الشدة ) أكتوي بنارها المواطن المسحوق الذي لم يشم الهواء منذ أن ذهب البشير ، ساءت حالته بطريقة دراماتيكية في خلال الثلاث سنوات والتي ذاق فيها ( الأمرات) وليس الأمرين !

جبريل بميزانيته التي وضعها رأى أنه لابد أن يعيد التوازن المالي على حساب المواطن فرفع أسعار الكهرباء والمياه ورفع الدعم عن الخبز ورفع الدعم عن المحروقات ولعلها سياسة اقتصادية سوف تستمر الزيادات فيها كل يوم في ارتفاع ، الدول الخارجية يبدو أنها رفعت ايديها عن الدعم بحجة أن الوضع السياسي غير مستقر كل هذا يلقي علي عاتق الوزير مهمة صعبة

جبريل هل يستقيل ؟ لا أعتقد ذلك ، للأسف الشديد القادة الذين عاصرناهم لا يعرفون أدب الاستقالة ولا يعترفون بالفشل ولا يفعلونها إلا حمدوك الذي فعلها ولعلها كانت إنجازه الوحيد طوال فترة تقلده حكم البلاد ولعلها خطوة أخذها وكان مجبرا بعد.ان تقطعت به السبل وفقد الذين أتوا به ولا مناص له إلا الاستقالة بعد أن فشل ، الحركات المسلحة لا تريد استقالة جبريل لانه جزء منهم ووجوده سوف يحقق لهم الالتزامات المالية التي خرجت بها الحركات من إتفاق جوبا أي شخص غير جبريل ربما (يلاويهم) أو ( يتجرجر عليهم ) ، الآن الحرية والتغيير المكون لها حاليا السواد الاعظم فيه الحركات المسلحة وهم الآن في وضعية حركات موقعة ونظام سياسي يمثل الحرية التغيير ويسمي الميثاق

الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وزير المالية جبريل ابراهيم بالذات من سدنة الذين ذهبوا غير ماسوف عليهم ومن جهات كثيرة لا أظنها تؤثر عليه ، سوف يستمر ويواصل في جراحاته الاقتصادية التي ينزف المواطن بسببها عنتا ومشقة ووهنا وضياعا ، وما بين الفشل وعدم الاستقالة يضيع الوطن ويضيع اقتصاده و في الحالتين….. نحن (ضايعين) ! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.