من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: طِيش العالم !

0

الخرطوم/ الرائد نت

في الممارسة السياسية تبوأنا والحمد لله مرتبة الطيش و ( قفلنا الفصل و مشينا ) كما يوصف طيش الفصل ! ، من أسوأ الممارسات السياسية التي شهدها السودان هي الممارسة التي جاءت بعد الثورة ، من جلسوا في كراسي السلطة بلا منازع هم (طَيَشَة ) في السياسة والدليل على ذلك ضعفهم الشديد والتردي الذي أصاب البلاد بسببهم ، ضعفهم وهوانهم جعل من السهولة الانقضاض عليهم وازاحتهم بكل يسر كما حدث في الخامس والعشرين

في التعليم( جينا) الطيش ثلاث سنوات قلصت فيها السنين الدراسية وقل التحصيل الأكاديمي في مراحل التعليم الأساسي والثانوي لعدم الإستقرار السياسي تَقَلَّد في خلال الثلاث سنوات علي وزارة التربية أكثر من 5 وزراء ، إضافة للمنهج الغير مستقر هذا يحذف وهذا. يلغي وهذا يعدل

التعليم العالي تتحدث عنه حديث المتحسر الباكي ، أكثر من دفعة في الجامعات في فصل دراسي واحد ومدراء الجامعات يلعبون( السيجة) السياسية ويضحكون ويتسلون والتعليم العالي وجامعاتهم في وادي وهم في وادي اخر ، حتى تصنيف جامعاتنا إقليميا ودوليا صار متأخرا وفي صف الطيش

حتى في الفن والثقافة بقينا (طيشة ) ، في السابق الفنانين نطلق عليهم اوصاف راقية مثل( العندليب) كما كان يطلق على زيدان ابراهيم و(الذري) كما كان ينعت إبراهيم عوض وصاحب (السحارة) كما الكاشف الآن فلانه تعب ، ووبت بحري ونونة العنكبوته إلخ… وصار فنهم مبتذلا لا جمال فيه ولا لحن ولا تشويق إلا طرب (الزنق) الذي الغرض منه الهجيج فقط والجبجبة!!

كنا نسمع ونستمتع سابقا ( اعيش في ظلمة وانت صباحي أنت طبيبي أموت بجراحي) الآن صرنا نسمع ( الشلبني ماشلبتو) ،!! كنا من قبل نسمع بالشاعر الفلاني فاز في مسابقة شعرية عربية أو عالمية والرواية الفلانية نالت الجائزة كذا الآن ( إعمينا واطرشنا ) !

نحن( طيش) في الاقتصاد العالمي برغم الموارد والثروات التي تكمن في باطن الأرض لكن لا يتم استغلالها بالطرق المثلي لكي تستفيد منها البلاد وتدر عملات صعبة تضخ في خزينة الدولة ، الذهب يهرب ولا رقيب الثروة الحيوانية تهرب ولا رقيب وغيرها سلع كثيرة تهرب تستفيد منها دول أخرى ، نحن الطيش حتى في القياس العالمي لسوق العملات جنيهنا أصابه الدوار جراء الحكم والحاكمين فخر صريعا أمام الدولار

برغم الحالة الاقتصادية السيئة والوضع السياسي المتازم لكن هناك أشياء في قيمنا لا ولن تتراجع…. منها الكرم فلا زال فينا الذين ينحرون العشار مودعات لاكرام ضيف ولا زال فينا الذي يقف في (نص الظلط ) ليدع بصا سفريا بركابه لكي ينزلوا ويفطروا إفطار رمضان ، لا زالت فينا الشراكة المجتمعية العجيبة إغاثة الملهوف ومساعدة الفقير واكرام الميت

، أما الرجالة فحدث ولا حرج لازال فينا الذي لايرضى الحقارة ولا زال فينا غضب( المك نمر) وشجاعة (ودحبوبة) ونضال (علي عبد اللطيف) كل هذا الأشياء إن وصلنا فيها مرحلة الطيش فلنبكي أربعا علي السوداني ونقرأ الفاتحة على روحنا جميعا .

اترك رد