العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: جيشنا تقديس لا تبخيس
الخرطوم/ الرائد نت
حركة الإنسان في الحياة أفرد لها النص القرآني مساحات تعبيرية واسعة فهناك قواعد منهجية لحركة الإنسان منذ بدء الخليقة تظهر فيها عظمة اللـه فالمتأمل للقانون الذي يحكم الكون والإنسان والحياة، يتضح له جليا أن ناموس الكون بيد قادر مقتدر يتحرك وفقاً لأوامره ونواهيه في الوجود، ويؤكّد على حجّية هذه السُّنن ومصدريتها ووظيفتها، حتى أصبحت معرفةً سُننيةً أصيلة وعلى الإنسان استجلاء هذه السنن لأخذ العبر والعظات عبر دراسة التاريخ وتأمل قصص السابقين والتدبر في الكون الفسيح ودراسة مآلات الأحداث.
من هذه السنن الإلهية سنة التدافع فهي تدفع الفساد وتخلق التنافس وهناك سنن التنازع والتصارع والتصادم وهذا مرده لاختلاف طباع البشر وتنوع إرادتهم وتنازع رغباتهم واختلال موازين القوى لدى كل طرف يقول ابن خلدون في مقدّمته: (التنازع عنصرٌ أساسيٌّ من عناصر الطبيعة البشرية، فكلُّ إنسانٍ يحبّ الرئاسة، وهو لا يتردّد عن التنازع والتنافس إذا وجد في نفسه القدرة على ذلك..”.
لذا تمثل القوة أحد العوامل المهمة التي يجب استجلاءها من هذه السنن الكونية وهي شرط للبقاء والتمدد في البسيطة والعلو .
بعد الحرب العالمية الثانية اقتنعت بعض الدول الأوربية بتقليص ميزانية جيوشها وتقليل الإنفاق الدفاعي وأهملت عتادها اعتقاداً منها أن أرض البيض لن تشهد حرباً تقتل الزرع والإنسان وترتكب المآسي والأحزان فلقد اعتقد منظروا الحضارة الغربية أن هذه نهاية التاريخ بعد انتصار الرأسمالية على الشيوعية ولكن الدب الروسي أكد خطل هذه الفرضية وانتبهت الدول إلى جيوشها وأدركت مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبته ووقعت فيه ،
الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت أن سنن التدافع والتصارع ستظل باقية ما بقي الدهر وهذا لعمري حجر يلقم به دعاة الهيكلة وهتيفة الأصوات النشاز التي تدعو إلى حرمان الجيش من قوته الاقتصادية وشركاته التي توفر المواد الخام لمنظومة الصناعات الدفاعية صرح الوطن العملاق الذي نباهي به وتظل المنظومة شامة في خط الوطن تعين الجيش على أداء واجباته والذود عن حياض الوطن ومقدساته ضد عالم لايعترف بالحق وإنما يعترف بالقوة.