بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: تصفير العداد

0

متابعات/ الرائد نت

العداد أي عداد حتى عداد الفنانين حينما يسيطر نظام شمولي قمعي حالهم بقيف، والعداد كمان والعداد في هذه الحالة هو الأتعاب كما يقول المحامين، والرسوم كما يقول الحكوميين وفى كل الحالات المواطن هو الذي يحدد اتجاه هذا العداد وليس البرهان الذي أصدر أمس قرارًا أعاد بموجبه أكثر من ٤٠٠ من منسوبي الشرطة الذين تمت إحالتهم للمعاش، وكثير منهم تم إبعادهم بواسطة البرهان نفسه ليبقى السؤال لماذا تمت إعادتهم للخدمة هل لعدم ترك الفرصة للنظام المباد الذي احتفل قبل سنوات بانتهاء خدمة أخر ضابط غير منتمي للإنقاذ بصلة، ام الذين تمت ترقيتهم وتخرجوا خلال الثلاث سنوات الماضية ليسوا أكفاء، أم أنهم ليسوا رجال المرحلة أن الذين يواجهون الثوار في الشارع نضب معينهم ولجأوا للأرانيك المرضية أم أن فرية إصابة ١٠٢ في التظاهرات الأخيرة يظنها قد تم تصديقها.
على كل الخوف كل الخوف أن تكون لتداعيات مقتل العميد بريمة عليه الرحمة ضلع في هذه العودة الميمونة. الضباط الذين وقف أمامهم البشير في نادى الشرطة قبل أيام من الاعتصام وقرأ أمامهم الآية الكريمة (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)..
ثم شرع في تفسير الآية على طريقة الراحل الشعراوي وحركات الراحل أحمد حسن وهو يسأل الضباط القصاص معناها القتل مش كدا…؟
رد البعض بتحريك الشلاليف (ميشششب) بمعنى لا… وآخرون عملوا أضان الحامل طرشا.
أما أصحاب اللحي البيضاء فهتفوا في دواخلهم لأن الموقف كان عصيب لا يحتمل التعبير، والجميع كان يفكر في أوامر تصويب السلاح نحو الصدور ومآلات ذلك على العمارة التي لم تكتمل والسيارات التي لم تصل من كوريا والشركات والأرصدة والبال اشتغل..
بعدها خرجوا من اللقاء ومليارات مصفوفة تواضع معها مبلغ المليارات الثلاثة التي لهفها أحدهم وهي حوافز الجنود لتغطية إحدى الانتخابات المخجوجة.
هل يعلم الشارع أن الذين تمت دعوتهم مجددًا لتزيين مكاتب الشرطة وقطاعاتها المختلفة كلهم أبناء النظام المباد، وغالبهم إخوان وأشقاء زوجات وقيادات النظام المباد والانقلاب الحالي وكبار السن منهم أكبر من أشقاؤهم الوزراء والناشطين الإسلاميين منهم من لقي نحبه ومنهم من ينتظر في مصر أو تركيا أو ماليزيا.
فإذا برر البرهان إحالة بعض ضباط الجيش في الأيام الماضية بأنه روتين طبيعي لإتاحة الفرصة للترقيات، فماذا يسمي إعادة المعاشيين الذين لا مجال لهم بالشرطة وعودتهم خصم على الترقيات وتجديد دماء الشرطة ومواكبتها مع متغيرات الثورة المجيدة؟..
لماذا يصر البرهان على تصفير العداد بهذا الشكل المثير للدهشة؟

مرصد أخير:
التصفير بدأ بإعادة ممتلكات الكيزان المنهوبة من فك الشعب وقوت أطفاله، ومرت بتهريب مدخراته الاقتصادية وإعادة العملة من مصر عبر شراء وتجفيف سوق المويلح، وانتهت بعدم تسليم المجرمين للمحكمة الجنائية وستنتهي بإطلاق سراحهم كما كانت المناظر في تبرئة علي عثمان.
دمتم والسلام..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.