من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: باكر بتجيب المناكر

0

الخرطوم/ الرائد نت

(غرق لي شوشتو) ،(أعمى مسكوا العكاز) ، ( بت الكلب ياالشعيرية ) ! ، كل هذه أمثال سودانية تنطبق تماما على الذين كانوا في السلطة وأزيحوا منها قبل عدة أشهر ، منذ أن إستلموا الحكم ظهروا بنهب غريب ، وصفوا بأن العهد البائد قد فسد وبالغ في الفساد في خلال ثلاثين عاما ونسوا أنهم أفسدوا فسادا أكثر منهم طوال العامين ونصف التي قضوها حكما ، من قبض عليه في العهد البائد القضاء حتى الآن لم يحكم على فاسد برغم الهجمة الإعلامية الضخمة التي قادوها ولعلها كانت مصنوعة ، والأكاذيب الغريبة مثل دفار دولارات تابع لزوجة الرئيس وجدت داخل المدينة الرياضية !! ومليارات دولارات ماليزيا …. إلخ !

(باكر بتجيب المناكر) مثل سوداني آخر يقصد به الذي يفعل الخطا ولا ينظر إلى ما سوف يحدث وزين له شيطانه أنه محصن ، باكر بتجيب المناكر هو وصف لكيف فعل هؤلاء ومن معهم والذين كانوا يدبرون الأخطاء سويا ويفعلونها متفقين ويقسمون ما تحصلوا عليه وكل يأخذ مالا حراما و يزداد شغفه لكسب المزيد حيث لايشبع ، لكن عندما يتم القبض عليهم كل واحد منهم ينكر ما فعل ويرمي الآخر بانه هو من فعل والعكس يحدث ، عندما يقبض عليهم قلوبهم شتي بعد أن كانت على قلب رجل واحد في الفساد والإفساد

كل مرة نسمع إسما جديدا تم القبض عليه ، ولعل التحقيقات تظهر آخرين وقبلها تكون المعلومة الأولية، يبدو أن ما استرد من مال ومن منقولات من رموز العهد البائد تفرقت دماؤها واشلاؤها علي قبائل شتي وفي القبائل أشخاص بعينهم الآن هم يرتجفون وكل مرة( يتاوقون) بالباب ولا يستطيعون الخروج خوفا …لكنهم حتما ستطالهم يد القانون

(باكر بتجيب المناكر ) عندما يفتح الصندوق الأسود الخاص بحجم الأموال الأجنبية التي دخلت وتم لهفها ، هذه الأموال التي كتبت لها خطابات لمنظمات أجنبية وسفارات لعمل إنساني يخص فئات محددة و متعددة لاستعطاف المانح ولعمري تلك كانت مبالغ كبيرة لم تصرف في البنود التي منحها الخواجات لهم من أجلها بل صارت كروشا ولحما مكتنزا وشحما ومباني فاخرة ، هذه الأموال وقع عليها جماعة (بت الكلب يا الشعيرية) اكلوها ولم يتركوا شيئا لغيرهم

ذات مرة مزحت مع عامل صغير ولعل هذا الرجل يتسم بالبساطة ، يعمل في مرفق حكومي ولعله عاصر مدراء من (بني كوز ) وعاصر مدراء من ( بني قحط) وعرف الفرق بينهم سألته؟ : ما الفرق بين مدراء الكيزان ومدراء القحاطة فرد وقال : كلهم زي الحصان عندما يأكل من المعلف يرفع رأسه ويفتح أنفه ويقول ( فِرر ) أي يطلق زفيرا قويا بصوت الكلمة التي كتبتها بين قوسين ليخرج ما عَلِقَ في أنفه من بقايا العلف ، قال لي زمن الكيزان الحصان فيهم يقول هذا الصوت ويخرج ما ناكل منه نحن بل حتى الطيور والجرزان وحتى النمل… تكتب لهم القسمة من( فرر) ، لكن حصان القحاتة ( فرر) زاتها( ما بيقولا ) ! ياكل لوحده ولا يترك بقايا يستفيد منها ما ذكرت! ، فهمت ما يقول ولعله أوضح الفرق بهذا الوصف الذكي !

من يظلم ويتشفي ويأكل أموال الناس بالباطل يأتي عليه يوم يجد من هو أقوي منه ويسقيه نفس الكأس الذي سقي به الآخرين ، وأن لم يجد يأتي عليه يوم تنكشف فيه عورة فساده ويجرم ويحاكم ، إن تجاوز الإثنان فهنالك رب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يعاقبه يوم القيامة أمام خصمه ، الذي يخال نفسه كذبا صقرا ويقع… (كترالبتابت فيهو ماعيب) ! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.