شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: ما بعد الإسقاط

0

متابعات/ الرائد نت

مصر ومساحة الأرض الزراعية فيها 9.2 مليون فدان. والسودان والأرض القابلة للزراعة 200 مليون فدان، والمزروعة فعلًا 66 مليون فدان بحسب الاحصائيات الزراعية..
ومصر ذات الأجندة المشبوهة في بلادنا، عسل ولبن مع الصندوق والبنك الدولي.
وبلادنا قبل وبعد انقلاب البرهان تسير في ذات الطريق..
ومصر الآن تستهدف إنتاج 10 مليون طن قمح من أرضها التي لا تتجاوز سدس أرضنا المزروعة..
وبلادنا لا يصل إنتاجها من القمح إلى نص مليون طن..
وقل لي لماذا؟
لأن مافيا الدقيق والقمح متنفذة داخل جهاز الدولة، ومعظم أرباحها من واردات القمح.. تحتكر دقيق الخبز، والردة المستخدمة كعلف، ودقيق مصانع الحلويات والمخبوزات..
وعلى ذلك فالأمن الغذائي لشعب السودان تحت رحمتها..
وسطوتها تمتد لرفض طحن القمح السوداني في مطاحنها وتوزيعه للمخابز بحجة جفافه وعدم جودته..
وسطوتها تمتد لتجفيف تمويل زراعة القمح، وكل سلفية البنك الزراعي لا تمول فدانين قمح لأي مزارع.
والقمح السوداني عالي التكلفة، لأن الدولة تطلق يد السماسرة في شأن مدخلات الزراعة..
وتعلو التكلفة لأن أحد المهووسين قال إن الحكومة تدعم الكهرباء، فازداد سعرها 500%، ومعناها إفلاس المزارعين الذين يعتمدون على الكهرباء في ري محصولاتهم ومنها القمح..
والصندوق والبنك الدولي يصنف الحكومات إلى عملاء من الدرجة الممتازة والأولى والثانية، ويبدو أن حظنا من التصنيف كان الدرجة الممتازة.. وبعد الانقلاب قد ينقلب التصنيف إلى ممتازة جدًا..
ومهما قيل عن الإنجازات الاقتصادية التي حدثت إبَّان الفترة الانتقالية، فهي صفر على الشمال بالمقارنة مع الوضع المعيشي القاسي لمعظم السكان.
سيسقط انقلاب البرهان بالضربة القاضية الفنية وشيكًا، وسودان ما بعد انتصار الثورة هو سودان الزراعة والصناعة والإنتاج الوطني…
وسودان تفكيك بنية نظام الانقاذ المخلوع واستعادة المال المنهوب واستعادة المؤسسات العامة التي خصخصت..
وسودان تفكيك هيمنة المنظومة العسكرية الاقتصادية وأيلولة شركاتها للشعب..
سودان الصحة والتعليم المجاني..
سودان التنمية والرخاء في كل أرجاء السودان..
هذا هو برنامج الشعب صانع الثورة، وتلك هي أحلام الشهداء الذين ماتوا من أجلها..
القضية إذن ما بعد الإسقاط وهو السؤال الذي يتهرب منه العملاء من الدرجة الممتازة..
العسكر للثكنات مهما اتسعت الاعتقالات…
والثورة مستمرة..

اترك رد