العقيد الركن إبراهيم الحوري يكتب: وسائل التواصل الاجتماعي.. وخطاب الكراهية .

0
  • الخرطوم الرائد نت

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تسهيل وصول المعلومات وتداولها على نحو واسع وبحرية وبسرعة كبيرة وشكلت منصات التواصل الاجتماعي منصات إعلامية لتشكيل الرأي العام بعد أن فاق مستخدموها ٤ مليار لإمكانية الوصول إليها بسهولة بعد الانتشار الكبير للهواتف الذكية وتعدد شبكات الاتصال وسهولة النسخ واللصق والتخفي وراء أسماء مستعارة ولكن برغم تلك الإيجابيات إلا أنها ساهمت بصورة مباشرة في انتشار خطاب الكراهية الذي أصبح ظاهرة لايمكن السكوت عليها لأنها تهدد مستقبل البلد والتعايش السلمي لذلك، يشكل خطاب الكراهية تهديداً كبيراً للسلام فيجب القضاء عليه اليوم قبل الغد لمنع الجرائم المروعة التي يمكن أن تحدث غدًا، حيث سيؤدي الحد من خطاب الكراهية إلى تقليل الضرر الكبير الذي يمكن أن تسببه وسائل التواصل الاجتماعي .لم تفلح جهود شركات الاتصال برغم استخدام أحدث الخوارزميات واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم معالجة اللغات الطبيعية لصعوبة الاكتشاف التلقائي لخطاب الكراهية والتشهير.”

خطاب الكراهية مفهوم معقد ومتعدد الأوجه ليس له تعريف مقبول عالميًا في القانون الدولي لحقوق الإنسان.ولكن المصطلح يستخدم عادة لتغطية أشكال التعبير التي تهدف إلى اضطهاد الناس من خلال تشويه سمعتهم العرقية أو الإثنية أو هوياتهم الأخرى. وهنا مكمن خطورة الأمر لأنه يؤجج مشاعر الكراهية والتحيز، ويسمم النقاشات، ويخلق جوًا سامًا قد يؤدي إلى الاستقطاب والانقسام داخل المجتمعات. خاصة التي تجلس على صفيح ساخن من الجهل والفقر والمرض لذلك يجب القضاء عليه لمنع مايترتب عليه من جرائم قد تهدد السلم والأمن الدوليين وسن القوانين الرادعة خطوة مهمة للحد من خطاب الكراهية وتبصير المستخدم العادي لوسائل التواصل الاجتماعي إلى فهم واضح لخطاب الكراهية وعواقبه وطرق الإبلاغ عنه، وفضح هذا السلوك وإبلاغ السلطات المختصة به.

يمكن نشر هذا الوعي من خلال التثقيف المناسب والحملات لتعلم كيفية الرد على خطاب الكراهية، وكذلك الكتابة ضده. يمكن أيضًا تكييف واستخدام المنهج المستخدم لتعليم الأطفال كيفية التعرّف على الأخبار المزيفة والرد عليها. والعمل بصورة مباشرة في المساهمة في محو أمية الإعلام الرقمي، وتعزيز مهارات التفكير النقدي التي يمكن أن تساعد في تقليل محتوى خطاب الكراهية عبر الإنترنت والعمل على تقبل الرأي الآخر بدون تنمر وإساءات تفاقم الوضع وتزيد الطين بلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.