من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: في الصميم !
الخرطوم/ الرائد نت
في الساحة السياسية السودانية وبالذات في الفترة السابقة والتي تعتبر أسوأ فترة مرت علي التاريخ السياسي السوداني أناس يحسبون أنفسهم سياسيون لا يشق لهم غبار كذبا والغبار الاسود قد علا وجوههم وطلي قلوبهم حتى صارت غًلْفَا ، تعجبك أجسامهم لكنهم خُشب مسندة ويتقمصون قميص السياسة المتسخ والذي أصابته القتامة و اللون الذي ينفر من يراه ، يحسبون أنهم (الفاهمون) لكنهم كمثل الحمار يحمل اسفارا ومثل الديك الذي إذا قفز في (العدة ) جعلها قاعا صفصفا وكسرها شذر مذر !! وصاحبها أو صاحبتها تقلب كفيها على ما انفقت فيها ، إنهم الذين ذهبوا حيث لا رجعة والذين هربوا وخربوا وفشلوا…..
والعكس من ذلك تجد أناس لهم رؤية سياسية ثاقبة يعجبك حديثهم وطرحهم وتلمس في اصواتهم الصدق والقوة وتلمس في بواطنهم هم هذا الوطن ، يقدمون ما يفيد هذا الوطن وللأسف ولم يسمع لهم الذين (افرنقعوا) وعندما يسمع لهم لا تجد من يجيب وإن وجدت إجابة هي أنهم من الفلول ….
المؤتمر الصحفي الذي عقدته قوي الحراك الوطني بالأمس والذي حضره مجموعة من الصحفيين وبعض كتاب الأعمدة واداره الحصيف الضليع والوطني الغيور سليل الأكابر د . علي الشريف الهندي ، هذا الجمع الفريد هذه النخبة اللامعة أزالت اللثام عن وجه الواقع السياسي المغطي والذي كيل عليه التراب وأصابه السواد الذي غطاه تماما من شرذمة لم تريد لهذا الوطن إلا الدمار في الفترة السابقة ، ماطرح من قبل المتحدثين هو طوق النجاة من البحر السياسي المتلاطم الامواج وركوب قارب معافي من كل الثقوب وليس (كالطرورة ) التي ركبها حمدوك وزمرته والتي قدت من قُبل ومن دُبر وسقط من عليها …
د.التجاني سيسي رئيس قوي الحراك الوطني صادح بالحق قوي الطرق الذي يصلح ما اعوج ، رجل لايخاف ويجهر و يصدح بالحق ولو كان علي نفسه ، له رأي واضح كوضوح الشمس فيما (تعوسه) الدول الخارجية التي لا تريد لهذا الوطن الخير وفيما يطبخه فولكر في (حلته) المتسخة التي يعلوها السواد في كل جنباتها وتغلي فوق نار وقودها الروث المعفن ، لا عظما فيها ولا لحما لكنها (تجقجق) !! كذبا ، هذا الرجل يري أن لامكان لاي مبادرة لا تخرج من السودانين بمختلف إتجاهاتهم السياسية ولا مبادرة يمكن أن تخرج من الراهن السياسي المازوم إلي السلام السياسي المرجو إلا التي يوافق عليها جميع الفرقاء ، السودان له ثلاثة أشهر يعيش في ظل اللادولة في ظل اللاحكومة وهذا لم يحدث من قبل ….
المهندس عبد الله مسار ولعل هذا الرجل يعجبني طرحه وتعجبني عباراته التي يطلقها بلغة السهل الممتنع عندما يتكلم ، من خلال حديثه تعلم تماما أنه قاريء جيد لتاريخ السودان ويستفيد مما حدث فيه من أحداث ومواقف ويقارنها بالحاضر ، اتفق مع صحبه أن التدخل الاجنبي لا يقود إلا للخراب وتفتيت وحدة الأمة السودانية ، عرج علي السلبيات التي شابت الفترة السياسية السابقة التي ازيحت من المشهد السياسي والتي من أكبر سواءتها التي اظهرت عورتها بالكامل ولا تُسْتَرُ ابدا حتى ولو نزلت عليها كل غربان هذه الدنيا لتداريها هي سوءة لجنة التفكيك اللجنة التي قامت بروز وكانت مثل يأجوج ومأجوج وفسدوا في الأرض بلارقيب ولا نظام ولا كوابح فصلت من فصلت دون ذنب إلا معايير ظالمة حدودها هم وهي إما المفصول أن يكون ينتمي للنظام السابق او ضد توجه ثورتهم المزعومة التي ركبوا مطيتها حين غرة …. واطبقت أنفاسها عندما صدرت قرارات الخامس والعشرين ، باشمهندس مهندس مسار طرح مبادرة قيام إنتخابات رئاسية وهو يراها الحل الانجع لمن يختاره الشعب أن يكون حاكما له ،
الدكتور فرح عقار ولعل هذا الرجل يتسم بالهدوء الراقي والطرح العلمي السياسي المفيد شرح الراهن السياسي وطبب علي العلل السياسية ووضع لها الروشته المناسبة والقوية للعلاج ، حدد أن أسباب فشل الحكم الانتقالي المدني التدخل الاجنبي الواضح الذي أدخل اصابعه المتسخة في المشهد السياسي وصنع فترة انتقالية متحكم فيها تريد أن تقسم البلاد واجبروا من يحكمون حينها لتنفيذ مشاريع اقلقلت الدولة في الجوانب الاقتصادية والسياسية و شرعوا في محاولات فاشلة لتفكيك الأجهزة الأمنية وتدخل في الشؤون الداخلية للدولة لم يحدث في تاريخ السودان السياسي إلا في عهد حمدوك وزمرته ، عقار يري أن الارادة السياسية السودانية الخالصة لا بد لها من خوض معارك قوية وحامية الوطيس تأخذ مناحي متنوعة وتكتيكات عدة لطرد التدخل الأجنبي …
ما قيل في مؤتمر الأمس أعتقد أنه رؤية منطقية ومتعقلة من هؤلاء القادة وعصف ذهني سياسي واسع الرؤية ، الذي تم طرحه من قبلهم بلا شك سيقود هذه البلاد من البحر السياسي المتلاطم امواجه والذي يمسك من يركبه انفاسه خوفا من الغرق في لجته إلي بر الأمان ، المؤتمر قدم منهج للخروج من أزمة الراهن السياسي والخروج من عنق زجاجة الازمة بأمان…. ليت قومي يعلمون .