من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: الدنيا دوارة
الخرطوم/ الرائد نت
إبن الشمقمق شاعر عربي قديم وهو من الشعراء الصعاليك والصعوك هو الفقير لغة ، هذا الشاعر نظم جل شعره في مدح الشاعر بشار بن برد كل مرة يكتب قصيدة مدح له ويصفه بالوسامة ويغدق عليه بشارا دنانيرا برغم أن بشارا هذا قبيح الشكل ودميم الوجه وكفيف البصر لكنه المال يفعل ما يفعل و وصدق من قال : (القرد العندو مال يوصف بالغزال) ، اوقف بشار ما يعطيه من مال لإبن الشممق فهجاه بقصيدة قال له : ( دي نمرة واحد) ولم يهتم بشارا فاتبع ابن الشمقمق أسلوبا جديدا في الهجاء كتب قصيدة علي بحر البسيط هجا فيها بشار وقال:
هللينة هللينة …..إن بشار بن برد تيس أعمي في سفينة… ولحنها في شكل أرجوزة وأعطي أطفالا دنانيرا وقال لهم : تغنوا بها أمام بيت بشار ففعلوا ذلك وتبرم وغضب بشار من هذا الفعل وناداه مرة وأمسك في تلابيبه وحنى ظهر إبن الشمقق وصوب في ظهره ( أم دلدوم ) ! قوية والمثل السوداني بقول:( اختا لبعة الاعمى)! المهم في القصة أن إبن الشمقق عاد مرة أخرى لمدحه وظل بشار يغدق عليه ويغدق حتى وفاته…
القصة أعلاه تشبه حركات من في قبيلة ( بني قحت ) التي توصف الحكومة الحالية بالانقلابية ويتسللون في خفية وبليل لإرضاء بعض القادة العسكريون لإعادة بعضهم إلى الوضع الجديد ، يتصارعون حتى وصل الصراع بينهم إلى درجة معركة ( ذات الكراسي) ومعركة (ذات الدلاديم) ! يكيلون السب واللعن لامريكا ويأخذون منها شوالات الدولارات وتذهب إلى بطونهم التي انتفخت بشحم العمالة ودهن الكذب الخداع ، يسبون وعندما يغدق عليهم المال يمدحون ، اشكالهم دميمة وافعالهم ذميمة لا تشبه الصادقين والوطنيين الذين يحبون هذا الوطن
( الدنيا دوارة والرزق في أم طرطارة) هذه العبارة وجدتها في مؤخرة عربة شحن وهي واقفة علي الرصيف قادني فضولي لاذهب إلى سائق العربة سلمت عليه وسالته : ماذا تقصد بهذه العبارة؟ قال الدنيا يوم تكون معاك ويوم تقلب عليك والرزق داير الحركة والخفة وهو يقصد أم طرطارة !
ما أراه سياسيا أن الدنيا دارت كالحة الوجه ومتقطبة الجبين على مايسمى بالحرية والتغيير ، كانوا سجانين فاصبحوا سجناء وخرج بعضهم لكن سيعودون إليه ، كانوا يقولون لمنسوبي النظام البائد ستصرخون والآن هم ( يُسَكِلون) كانوا يروجون لخميس البل كل أسبوع والآن صار خميسهم (يُبَلون) فيه ، هنا أيقنت تماما ماكتبه صاحب الشاحنة أن الدنيا دوارة
غدا سوف نشهد صراعا شديدا بين مايسمى لجان المقاومة وبين الناشطين الذين( بلعوا) هذه الملايين( المتلتلة) ودسوا عليهم المحافير واعطوهم منها (عطية مزين فقط) وفيهم من( طلعوا سلاقين بيض ساكت)! ، غدا سيختلف اللصوص وتنكشف حالهم في الميديا ويظهر المسروق الحقيقي وما خفي أعظم ، فعلا الدنيا دوارة قالوا للكيزان : سنفرتقككم صامولة صامولة والآن هم يفرتقون نفسهم بنفسهم صامولة صامولة وبني كوز يتفرجون ويصفقون للعبة الحلوة وفيهم من (يُصَفِّر) مشيدا باللعب ! …
من يبيع وطنه ويسترزق بالعمالة و يوهم نفسه بأنه يخدم وطنه ضد نقيضه السياسي وهو العزيز سوف يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقيقة ويصير ذليلا ينفض عنه المصفقون كما ينفض الطين من الجسم عندما يغمر بالماء ، ومن تشفى فيمن سبقوه يسقيه من ياتي بعده بنفس الكأس ويصير (كالجقر ) الذي يحب التخفي من اعين الذين يتحركون بالقرب منه ، نحن في وطن كثرت فيهو جقور العمالة وصارت ظاهرة كما الشمس لاتخفي علي أحد ولا أحد يردعهم ولا أحد يحاكمهم فالخونة يتجلون أحرارا والشرفاء يقبعون في السجون فتبا ثم تبا للسياسة .