من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: عَلمُوهُم فإنهم جهلاء !

0

الخرطوم/ الرائد نت

المفصولين الذي فصلوا تعسفيا في أكبر مجزرة بشرية تمت في الخدمة المدنية في أفريقيا والوطن العربي بل في العالم كله هي المجزرة التي إرتكبها حمدوك الذي ولى من غير رجعة واذنابه هنا في هذه البلاد في الخدمة المدنية ، تم فصلهم دون سبب ودون تهم فساد جريمتهم التي إرتكبوها هي أنهم ينتمون لحزب سياسي معين ، بل فيهم كثيرون لا علاقة لهم بالحزب المحلول…. (راحو فيها دون ذنب) ، ظلوا هكذا أكثر من سنتين إلي أن قال القضاء السوداني كلمته فيهم وأصدر حكما بإرجاعهم إلي وظائفهم…

المفصولون الذين رجعوا فيهم من استلم وظيفته وفيهم من لازال يشكوا من( الجرجرة) لكن حتما سوف يرجعون جميعا طالما أن القضاء بت فيهم ، الجرجرة التي نراها الآن هي حسد( وغتاتة) من الذين لا يريدونهم أن يرجعوا ويصنعون المتاريس في طريقهم لكن سوف تدك هذه المتاريس ويسقط هبل صريعا ، هؤلاء (المتجرجرون) فيهم من ساعد في فصلهم وكانت له اليد الطولي في فبركة المعلومات الكاذبة عن هؤلاء أدت إلي فصلهم ظلما ، أصحاب الجرجرة دهشوا واصابتهم الصدمة القوية عندما صدر القرار ولقد اتتهم زائرة المتنبي وهي الحمي عندما حلت عليه كالضيف الثقيل وكتب فيها بيتا في يائيته المشهورة : بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي …

بلا شك أن الذين فصلوا فيهم الكوادر التي لها خبرات متراكمة في إدارة الخدمة المدنية وفيهم كفاءات أخذت جرعات تدريبة عليا خارجيا وداخليا دفعت عليها الدولة من (دم قلبها) ، لكنهم يتمتعون بخلق ودين لم تدين المحاكم فيهم فاسد. ولا فيهم من يزوغ من عمله ولافيهم من يسخر منصبه آلة للبطش كما فعلها السابقون .

برجوعهم سوف تعود الخدمة المدنية التي سكنها بوم العمالة وعنكبوت التشفي وضالة الكلاب النابحة إلي القها ومجدها القديم ويعيدون لها سيرتها الأولي ، هؤلاء الراجعون سوف لا يكون ديدنهم التشفي والثار وترسيخ الحقد القديم الذين ذاقوا مرارته علقما في حلوقهم وقطعت أرزاقهم ، سوف يتعاملون بخلق ودين وسوف يقدمون نموذج للحلم والتعامل الراقي والعفو عمن ظلم …. ولا يظلمون لأنهم جبلوا على ذلك واستمروا طوال فترة عملهم السابق وبقوا قبل فصلهم

من المؤكد وأكاد أجزم أن الذين تم إرجاعهم أولا سيبداون بإصلاح الخراب الذي طال مؤسساتهم وسوف يضعون المصلحة العامة لا الخاصة من أجل تقديم خدمات أنموذج للمواطنين كما كانوا يفعلون من قبل ، سوف يكون انتمائهم الوطن الغالي وهممهم الأكبر الامانة التي حملت لهم و يؤمنون إن فرطوا فيها سوف تكون عليهم حسرة وندامة عند مليك مقتدر

قوم اذا مس النعال وجوههم ….شكت النعال بأي ذنب اصفع ! هذا ما قال المتنبي عندما ضيق عليه أعداءه وذهب ولم يتحدث معهم بل ارسل لهم رسالة قوية هي هذا البيت وظل حكمة إلى يومنا هذا يتداولها كل الناس في كل حقبة ولعل المتبي كان صادقا حينما قال : أنا الذي نظر العلمي إلى أدبي واسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم

وصيتي للذين رجعوا أن لا تصفعوهم بالنعال لأنها سوف تشتكي من ذنب الصفع ، علموهم أن العفو عند المقدرة هي شيمة النبلاء والعظماء والأكارم، علموهم أن التعامل لا يكون برد الفعل العنيف تجاههم ، علموهم أنكم الأفضل بطبعكم الراقي وخلقكم السمح الذي شربتموه من فيض النبي الكريم ، علموهم أن الوظيفة تكليف لا تشريف كما كانوا يخالون وظنوا أنهم خالدين فيها يبطشون هنا وهناك ويظلمون هنا وهناك حتي طاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون وصاروا يقلبون اكفهم حسرة على سلطان ضاع حين غرة وهم واجمون ولا يصدقون ، علموهم أن الإنسان إذا مات لا إكرام له إلا الدفن .

اترك رد