إسحق أحمد فضل الله يكتب: عودة إلى شجرة القهوة
متابعات/ الرائد نت
و نتسلل إلى شجرة القهوة و القهوة في الشمس ..
و المقاعد تتسلل مقتربة
و أحدهم يسمعنا نُحدِّث أحداً في الهاتف من زيارة أردنا القيام بها لمستشفى القلب
قال : كفارة … مريضك منو ؟
و نقول : هو صديق يوسف يجري جراحة هناك
قال ضاحكاً : صديق يوسف عضو اللجنة المركزية للشيوعي ؟
و نقول : – هو ذاته ..
و الدهشه تجعل يده التي ترفع كوب القهوة تتوقف
قال آخر :
سبحان الله … إسحق فضل الله الكوز يزور صديق يوسف في المستشفى .. ؟
و نقول : نعم … و لم يمنعنا إلا المحكمة فقد كنا نهار الإثنين نقف في المحكمة التي تحاكمنا بتهمة إشتراكنا في مظاهرة أكتوبر الماضي و التهمة هي العمل لهدم
الدستور …
إستمعوا و نحن نقول ؛
كنا سوف نطوف به في مستشفى القلب الذي أقامه المؤتمر الوطني بمستوى عالمي …
(٢)
كانت الحلقة تزداد
قال آخر
كل شيء يشير إلى أن كل شيء يتَّجه إلى الإصلاح … و كل شي يشير إلى أن كل شيء يشير إلى الخراب ….. ما هذا؟
آخر و كأنه تذكَّر شيئاً يقول
علي عثمان برأوه من التهمة موضوع المحاكمة … و
آخر يقول : البراءة العاشرة فمن قبله فلان و فلان
و الناس الآن تُحدِّث بعضها من خلال الوسائط
قال آخر
هذا يعني واحدة …. إما أن القضاء بهذا يعلن الآن عودته للوعي و القوة … أو أن السلطة تعلن الآن بالبراءات القوية هذه أنها الآن .. سلطة
قال آخر :
السلطة كانت تنتظر الوقت المناسب … و أحكام البراءة المتتابعة الآن هي الآن الإعلان الأعظم على أن السلطة وجدت الوقت المناسب
وقت الشعور بالقوة و إحترام الذات
و الحديث يصبح ضجيجاً و آخر يقول
النائب العام الذي يعلن أمس عدم وجود أدلة إتهام ضد البشير هو رجل المرحلة
آخر يقول
المضحك أن من إعتقل البشير و قام بالتحقيق لعامين إثنين هو الشيوعي و القحاتة مما يعني/ بعد حديث النائب العام /أن الشاهد الأول على عدم وجود تهم ضد البشير هو …. القحاتة …
آخر يقول لنا
العاقبة عندك …
و نقول : نحن و الحمد لله لا نبالي …
لكن ملاحظة أن كل شيء يشير إلى أن عوامل الإصلاح موجودة وأن كل شيء يتَّجه إلى الخراب ملاحظة تعود
و العيون تطلب الشرح
و نقول : أحكي لكم حكاية ..
و العيون تتوهَّج فالناس تحب الحكايات .. و نقول
الحكاية قديمة و أكثركم شباب لم يسمعها … و في الحكاية أن الرجل الإنجليزي يُقرِّر أن يعرف مستقبل إبنه ذو العشر سنوات من خلال ميوله .. و الرجل يُخصِّص للولد غرفة و في الغرفة بضع مكتباً و هاتف و سيجار و إنجيل و قلم و دفتر شيكات، و
و الرجل يقول لنفسه، و
إن جلس الولد على المكتب فهذا يعني أنه سوف يصبح مديراً و إن فتح الإنجيل فإنه سوف يتَّجه إلى الدين و إن حمل السيجار فهو سوف يصبح من رجال المال و إن حمل القلم فهو سوف يتَّجه الى عالم الثقافة …
الرجل عاد إلى الغرفة بعد قليل ليجد أن إبنه قد جلس على المكتب و وضع الإنجيل في حجره و وضع السيجار في فمه و الهاتف على أذنه و القلم في يده و .. و
الرجل صاح في تعاسة
يا للمصيبة إبني سوف يصبح سياسياً ..
و الرجل كأنه يرسم (توجهات ) كل حزب سوداني اليوم
فاليوم الشيوعي عنده في الاتحادي من يشيل نوبة الحسن و في البعث من يهتف لصدام و في الوطني من يطالب بالبشير ..
و البعث عنده في بطن الشيوعي أحد و آحاد و
و في بطن كل حزب من يفعل ما يفعله أصحاب الشيوعي … و في.. و في
و كل حزب هو نسخة من كل حزب
و كل حزب يجذب كل شيء في كل إتجاه
لهذا يوجد ما يجعل إصلاح كل شيء ممكناً … و ما يجعل فساد كل شيء هو ما يجري الآن ..
الضجيج عاد … و كل أحد يقول عشرة أشياء
و أحدهم ينظر في شاشة هاتفه و يصيح ضاحكاً
إسمعوا … إسمعوا ..
ثم يجعل الجميع يسمعون تسجيلاً تتساءل فيه إحداهن عن لماذا لا يُسمح للمراة بالزواج من رجلين أو ثلاثة أو أربعة مثل الرجل ؟
و نقول في الحوار إن
حديثها هو المرحلة الرابعة للشيوعي
فالشيوعي في أيام البله، يعلن عداءه لله بصورة منفِّرة و الناس تتباعد
بعدها كان يتخفى و ينشر عداءه لله بأساليب أخرى
و المراة هذه لا تريد بقولها هذا أنها تريد زوجين أو خمسة …. لا …. المرأة ما تريده بقولها هذا هو إثبات أن الله مخطيء
قال آخر :
زوِّجوها أربعة و خمسة و عشرة و عدداً مختلفاً كل يوم فالنوع هذا له إسم واحد ..
………
الشمس تتَّجه إلى السخونة و الحديث يتَّجه إلى أن كل
شيء يتَّجه الآن إلى النهاية
و إلى الاستقرار …
و إلى العودة إلى حكومة …. حكومة
و إلى قضاء …. قضاء
و إلى دولة … دولة
و إلى أن الهياج عند اليسار الآن هو شعور اليسار أن كل شيء يقترب من المشهد
وأن الشعور هذا /و الشعور بالهزيمة /هو الذي يجعله ينطلق الآن موجة جديدة ….