د. أمين حسن عمر يكتب: الدولة المدنية
متابعات/ الرائد نت
العلمانيون باتوا يتحدثون عن دولة مدنية لأنهم يستحون من كلمة علمانية لانها أصبحت كلمة بغيضة مكروهة من الجماهير ولكننا نطلب منهم على وجه التحدي أن يأتوا لنا من الفكرالسياسي الإنساني كله بعبارة دولة مدنية.فهي لاتوجد فهي عبارة مختلقة عربيا لأن الدولة كل دولة بطبيعتها هي مدنية .
وجون لوك عندما تحدث عن الدولة تحدث أولا عن المجتمع المدني. فهو كتب رسالة أسماها المجتمع المدني ثم تحدث بعد ذلك عن نظرية العقدالإجتماعي . ونجد الفيلسوف هوبز تحدث عن المجتمع المدني الذي ينشيء الدولة . فالحديث إنما يدور عن مجتمع طبيعي على البداوة فهو على حالة الطبيعة . يحيا مثل الحيوانات في الغابة وهو قائم على الصراع والعنف. فالجميع ضد الجميع والكل ضد الكل. ويتطور هذا المجتمع الطبيعي الى مجتمع مدني قائم على التعاون والتفاهم. وقائم على التعاقد والقانون وعلى نظم ومؤسسات يتراضى عليها الناس. وهي قمة سنام تطور هذا المجتمع المتمدين وجماع هذه النظم والمؤسسات هي الدولة.
فالدولة هي منتج للمجتمع المدني فهي في جوهرها ذات طبيعة مدنية.وليست الدولة وحدها هي المدنية بل كل الرسالات الدينية هي مدنية في طبيعتها فالرسل كلهم بعثوا الى المدن والقرى ولم يبعثوا الى البوادي. لماذا لأن الدين نفسه فكرة نظامية هو فكرة مجتمع متدين و متحضر. فدعوة الدين في أصلها هي دعوة تمدين وتحضر. لذلك لا يتحدث الاسلاميون عن دولة مدنية لأن الدولة في اصلها مدنية والدين في أصله مدني. هم يتحدثون عن دولة بمرجعية اسلامية ولا يتحدثون عن دولة دينية هي توافق بين أهل دين واحد فحسب بل دولة ذات طبيعة مدنية لانها تمثل توافقا بين جميع الناس المتساكنين في إقليم واحد على اختلاف الأديان والأعراق.
من كتاب الدولة في الفكر الاسلامي