ياسر الفادني يكتب: نَوَّح بيتنا وشارع بيتنا

0

الخرطوم/ الرائد نت

الموسيقار بشير عباس إسم إحتشد بالعبقرية الموسيقية ، نحت بأنامله الوسيمة وريدا من إبداع في قلب المستمع السوداني حتي أصبح ظاهرة سامقة في دنيا التلحين والتأليف الموسيقي ودعناه بالأمس بعد أن صارع المرض ورقد أيام في الفراش الأبيض

رجعنالك ، كنوز المحبة ، طائر الهوي ، كلها أسماء لأغنيات لحنها الراحل عندما تسمعها تجد نفسك أمام مبدع شفيف الحس رقيق الإحساس ، مبدع مغاير وجميل طابعه وأسلوبه اللحني التأليفي ، فنان يمتلك هذه الخواص حري به أن يعتلي قمة الوجدان ويتربع على عرش النغم الشجي

تاريخ إبداعي ممتد سار فيه بشير عباس منذ أن أهدي إليه والده ( نأي من الأبنوس ) لإحرازه مستوي متقدم في مرحلة الكتاب و يريد أن يلتحق بمدرسة مدني الأهلية ، من هنا بداءت التجرية الإبداعية على الناي الذي تطور من ضخ ما في الحبال الصوتية إلي ملامسة الوتر بالانامل الماسية حسا وجمالا والقا ، مع عمله لم ينسي موهبته الفريدة كموظف بالنقل الميكانيكي ببحري مرورا بمشروع الجزيرة برئاسة سكك حديد الجزيرة يعرفونه جيدا أهل قرية ( ود الشافعي ) ثم من بعدها التحق بالإذاعة السودانية بوظيفة سكرتير اوركسترا والتي كان يرأسها آنذاك الموسيقار الكبير علاء الدين حمزة ، عمله في الإذاعة أتاح له فرص تسجيل مقطوعاته فيها، بعدها ترك العمل بالإذاعة وعمل في هيئة الطيران ومنها هاجر إلى الإمارات العربية المتحدة ومنها شد الرحال إلى كندا

كان الراحل مولعا إلي حد شديد بالتأليف الموسيقي وخاصة صناعة المقطوعات الموسيقية وكان أول مقطوعة موسيقية ألفها الفقيد هي (شروق) وبعدها ألف( امي) و(بامبو سنار) ، وأول اغنية لحنها هي أغنية ( اشوفك) لعبد العزيز داود وبعدها أغنيات( ياسهارا) لمحمد حسنين و(الشال قلبي وسلا) لثنائي الجزيرة وهكذا ظل نهر ألحانه العذب يجري بلا إنقطاع مثل ما لحن على سبيل المثال لا الحصر رائعة زيدان إبراهيم ( كنوز المحبة ) وعبد الكريم الكابلي (طائر الهوي ) وعبد العزيز المبارك لا تدعني

له الفضل في ظهور البلابل على مسرح الغناء الراقي معظم أغاني البلابل هي من تلحينه صب عصارة ما جادت به قريحته اللحنية للبلابل ولعل الذي لا يعرف أن البلابل هن اربعة وليس ثلاثة بعد اعتذار شادية من المواصلة ، كرمهن الرئيس نميري عندما تغنين باغنية (اب عاج اخوي بإدراج المحن) وهي من تلحين الراحل المقيم ، تجربة البلابل هي تجربة فريدة في الغناء السوداني بفضل الموسيقار الراحل وقال عنها الراحل المقيم على المك : أن هذه التجربة لن تتكرر

مصفوفة كاملة ورائعة من الأغنيات الجميلة لحنها للبلابل منها نور بيتنا ، لون المنقة ، عشة صغيرة ، ، سلافة الفن واغنيات أخري كلها جميلة لامست فيها يده الانيقة اوتار العود وجعلت من ابداعه أن يقود أوركسترا موسيقية ثرة بالعمل الإبداعي العجيب

الراحل المقيم فينا الموسيقار بشير عباس يعتبر موسوعة موسيقية ضخمة كانت ولازالت منهجا غنيا بفنيات علم الموسيقي ما ألفه صار يدرس في كلية الموسيقي والدراما داخليا وفي دولة مصر الشقيقة كمواد لدراسة الموسيقي السودانية ، كل أغانيه التي لحنها تعتبر رصيد في بنك الأغنية السودانية من ذهب ، أغنيات خالدة سوف تظل كما هي وسوف تظل سيرته راسخة فينا ، ألا رحم الله الفقيد الراحل الموسيقار بشير عباس رحمة واسعة ، فوداعا…. وكن خالدا مع الخالدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.