الأمة القومي يصدر بياناً بشأن ذكرى انتصار الثورة المهدية

0

الخرطوم/ الرائد نت

بيان بشأن الذكرى (137) على انتصار الثورة المهدية وتحرير الخرطوم

على درب مآثر كبرى لطالما رسمت تاريخ هذا الوطن العظيم، من لدن كنداكاته وملوكه العظام ورماة السهام الحذقين، إلى وقفات العز والفخار التي وقفها السودانيون غربا وشرقا، جنوباً وشمالاً، سار أبطال عظام إلى معانقة الخلود في 26 يناير 1885، محررين بلادهم من استعمار أناخ بكلكله على الوطن وأذاق مواطنيه مرّ العذاب حتى انبرى له السودانيون باذلين الغالي والنفيس في سبيل الانعتاق الذي بات يؤرخ لأولى ثوراتنا العظيمة في العصر الحديث.

إننا في حزب الأمة القومي نحيّ هذه الذكرى العزيزة على قلوب السودانيين والأحرار في مشارق الأرض ومغاربها، نحيّ بطولات الأسلاف الذين مهروا بالدم والمهج وثيقة الاستقلال الأول، دون حاجة لصكّ سوى العزم الجبار والإرادة التي تقاصرت عنها همم الأمم المغلوبة على أمرها آنذاك، والتي رأت في ثورة السودان إلهاما لا يُجارى، والسيف يومئذ يقهر الآلة الحربية الجبارة، والعبقرية العسكرية السودانية تهزم المُربع الحربي الذي لا يُكسر، والقادة الوطنيون يحررون تراب الوطن من أعتى جيوش العالم إلى آخر حصن تحصّن ولاذ به قائد من أعظم قادة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، لكنها غابت.. هنا في أرض البطولات الكبيرة.

كانت الثورة المهدية تأكيدا حينذاك على استقلال القرار الوطني ومضاء إرادة السودانيين واستشرافهم عهداً وطنياً جديداً بلا تبعية ولا انقياد، وكانت نزوعا نحو “السودانية” الصميمة بما حشدته من اصطفاف وطني عريض خلف راياتها، ليبقى إرثها خالداً ودالاً على الرغبة الدائمة في الانعتاق ومناهضة الاستبداد إلى يومنا هذا.

ولئن كانت الفئة المهزومة بقضِها وقضيضها ومخابراتها وتابعيها يومذاك قد عمدت إلى تسويد الكتب في مذمة الأمة المنتصرة والتقليل من شأنها، فإن طائفة من علماء السودان ومؤرخيه انبروا على مدار العقود الماضية لوضع الأمور في نصابها، دون حشف كيل، أو غض طرف عن النقد الواجب تصويبه نحو الأخطاء، ودون إخراج تلك عن سياقاتها التاريخية والاجتماعية والثقافية.. دون إفراط أو تفريط، وهذا ما فتح المجال واسعا أمام قراءة الثورة بمنظور موضوعي علمي لا يسبغ عليها قداسة ولا يهيل عليها ترابا، وهو ذات ما فعله كتّاب غير سودانيين نظروا إليها بوصفها واحدة من أعتى ثورات التحرر والانعتاق.

إننا في حزب الأمة القومي نستذكر سيرة البطولة والفداء التي تكللت بالنصر صبيحة 26 يناير 1885 ونستذكر وحدة السودانيين يومئذ خلف أهدافهم الكبرى، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالوطن مستباح، والسودانيون بين مضرّج بالدم وثكلى ونعش يُهاجم وبيت يُقتحم ومعتقل يقضي لياله في العتمة، والمستبد هو المستبد وإن اختلفت الجلود والألسنة، على أن “ظلم ذوي القربى أشد مضاضة”.

نستذكر ذكرى انتصار الثورة، وبين أيدينا ثورة رابعة نبذل فيها جميعا المهج والأرواح لتكون ساعة النصر الآتية بإذن الله قطعا نهائيا مع عهود الاستبداد على يدي بني جلدتنا ممن ولغوا في دمائنا وقتلوا بناتنا وأبناءنا وحاولوا كسر إرادتنا ما في وسعهم، لكن هيهات لأبناء وبنات وأحفاد وحفيدات ود النجومي وطمل وأبو عنجة وودنوباوي والخليفة عبدالله ودقنة والكنانية والمهدي الإمام، هيهات أن ينكسروا أو يعودوا عن مطلب الحرية.

إن بشارات النصر لثورتنا الرابعة يحملها جيل عظيم إرادة عظيمة بين جناحيه، يفديها بالروح، وكما “جابر”، تنقل راية الحرية من “جابر” شهيد، إلى “جابر” ينتظر في روح فدائية محبة لوطنها وللحق قلما تجد لها مثيلا إلا في تاريخنا الزاخر بالبسالات، و”من شابه أباه فما ظلم”.

إن حزب الأمة القومي كله عزم مع بقية القوى المتطلعة للحرية والشارع الثائر، كلنا عزم على المضي قدما حتى النصر، على درب شيكان وأبا الأولى، وكلنا عزم على بناء الوطن على أسس جديدة وعقد اجتماعي جديد ورؤية علمية تفجّر طاقاته البشرية وموارده الطبيعية الجبارة.

رحم الله شهيداتنا وشهداءنا الكرام، ودعواتنا للمصابين بالشفاء التام، وللمفقودين بلم الشمل مع أسرهم الصابرة.

والله أكبر ولله الحمد

اترك رد