شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: في بلاد العجائب
الخرطوم/ الرائد نت
تقوم بالليل تعمل انقلاب، وتعتقل مجلس الوزراء، وتنشر المدرعات في الشوارع، وبعد دا تقول دا تصحيح مسار..!
ووزير مالية صعد للمنصب بالمحاصصات دون مؤهلات، لم يعتقل، وعندما سئل عن الانقلاب قال دا تصحيح مسار.. وكافأوه فظل وزيرًا بدون رئيس وزراء.
وصعد لمنصب الوكيل بعد الانقلاب، أشخاص كل مؤهلاتهم أنهم كيزان وكوزات، أو متكوزنين، وبالأمس ترقوا لخانة الوزراء، وجلسوا مع المجلس الانقلابي وأجازوا ميزانية، لم يطلع عليها أحد.
ووزير مالية جمهورية الموز قال فيما قال أن ميزانيته في غرفة الانعاش بلا منح أو قروض، ففهم تجار السوق الأسود الرسالة وارتفع سعر الدولار إلى السماء السابع، والتضخم لا يمكن الوصول إليه.
وفي بلاد العجائب.. تصبح قائد لحركة مسلحة وأنت لا تعرف الفرق بين الكلاشنكوف وبندقية الخرطوش، وتأتيك المفاوضات، والامتيازات، وتسكن في قاردن سيتي، وليس الفاشر أو الدمازين وسنكات، وتنسى سكان المخيمات.
ومن لم يدخل الكلية الحربية صار قائدًا برتبة رفيعة أركان حرب، تزين صدره النياشين، وقواته تلبس الملابس العسكرية المجلوبة من الخارج، وتوزع (الدبابير) بالقرعة على المحظوظين.
وجاءت حكومة ما بعد ثورة فريدة، فتحت مطاراتها للوفود الإسرائيلية، ووقعت اتفاقيات التعاون العسكري معهم، وهو اتفاق (التعيس مع خايب الرجاء)..
وتسأل عن الذهب، فيقال لك في بورصة دبي، وعن دولار الذهب فتجده في بنوك خليجية، والعالم يشتري الصمغ من فرنسا، التي تحصل عليه من تشاد، وتشاد تحصل عليه عن طريق التهريب من السودان.
والشمار السوداني عبر الحدود الشمالية يصل إلى مصر، التي تعيد توزيعه في عبوات صغيرة وتصدره للخليج بديباجة كتب عليها صنع في مصر، والعائدات بالدرهم أو الدولار في البنك المركزي المصري.
وتشتري شركات مصرية الفول المصري من أستراليا، ومكتوب على الحاويات علف حيواني.. وتعيد تعبئته وتصدره لبلادنا العجيبة في جوالات كتب عليها فول مصري ممتاز..
ويأكل السودانيون العلف الأسترالي القادم لهم من مصر، وفول السليم يتجه شمالًا إلى الفول والفلافل بميدان التحرير.
ومع ذلك فالثورة مستمرة، ومع زخات الرصاص يتقدم الثوار إلى القصر حتى النصر.
السودان بلد العجائب لكنه بلد الثورات والانتفاضات.