د. أحمد عيسى محمود يكتب: حليب العمالة
الخرطوم/ الرائد نت
شاهد العالم أجمع الدرس المجاني الذي قدمه الشعب المالي في مقرر الوطنية. فقد تناسى الخلافات وتركها من خلفه. عندما نادى منادي الوطن. وخرج مؤيدا للقيادة السياسية ضد التدخل الأجنبي. أما نحن في سودان الثورة المصنوعة فقد كتبت قحت (سفرا) من العمالة يشيب له الولدان. والغريب في الأمر تجد التباهي بالعمالة شرفا وتاج عز عندها. وليس هناك غضاضة من إظهاره تفاخرا على الملأ. والتنافس على أشده بين مكوناتها ارتزاقا من السفارات. وليت الأمر عند هذا الحد توفق. واقسمت بعزة (لينين وعفلق ومحمود الهالك والإمام المهدي) بمواصلة السير عكس عقارب ساعة الشارع. مهددة لأبناء الوطن المخلصين. ومستقوية عليهم بالخواجات. وصدقا لما ذكرنا فقد ملأت قحت الدنيا ضجيجا بأن وفدا إمريكيا قادم لتأديب البرهان. وليتها تعلم أن أمريكيا دولة مؤسسات. والقرار يصدر بناء على مصلحة الوطن لا مزاج الحاكم. لذا نجد ليل الصمت قد غطى على خيام قحت بعد لقاء الوفد الأمريكي بالبرهان وخرج بالتالي: (دخول الأطراف السودانية في حوار شامل عبر مائدة مستديرة على أن يضم جميع القوى السياسية والمجتمعية بإستثناء المؤتمر الوطني للتوصل إلى توافق وطني للخروج من الأزمة الحالية. عطفا على تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة يقودها رئيس وزراء مدني لاستكمال مهام الفترة الانتقالية. بالإضافة إلى إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الجديدة. وقيام إنتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية). والملاحظ أننا كتبنا والحادبين على سلامة الوطن منذ انحراف قطار قحت عن سكة السلامة منادين بغالبية تلك النقاط. وخاصة المائدة المستديرة. أي المصالحة الشاملة. ولكن سكرة السلطة وقتها قد أعمت بصيرة قحت. ومن الراجح بعد الصفعة الأمريكية على الخد القحتاوي سوف يطرأ تغيير على المعادلة السياسية في السودان. عليه نحن نقدر حجم الحزن والجرح النازف الذي تركه الوفد الأمريكي في النفس. وبذا يمكن القول بأن الكرت الخارجي ما عاد له أثر. ومنذ زمن بعيد انتهى الكرت الداخلي بعد أن عاد الشعب من رحلة التيه القحتاوية (بخفي حنين). وما عاد يثق الشارع في قحت لأن وعدها بتحسين الحال عامة ما هو إلا (مواعيد عرقوب). وهذه الأيام قحت في (عافية قليلة). فقد استهجن الشارع الأساليب القذرة بتعطيلها لمصالح الناس بتتريس الشوارع. فهذا الأمر لابد له من توقيف بقرار (جماهيري). وخلاصة الأمر نناشد الشعب السوداني أن يتعامل مع المغرر بهم في الترس وفق القاعدة الفقهية: (المترس في ذمة الواعي). لأنه مغيب عن الوعي تماما بالخرشة وغسيل الدماغ.