مبارك أردول يرد على حديث ايثار خليل إبراهيم بفيسبوك

0

متابعات/ الرائد نت

بخصوص حديث منشور عني من الأخت إيثار خليل… لا احب دوما التدخل في القيل والقال (القولات) سيما عند التطرق لمثل هذه المواقف لما يلحق بها من تشويه واختزال تثبت الصورة الزائفة التي يريد أن يثبتها الناقل عنك، وبطبيعة الحال هو دوما يحاول ان يضع نفسه في المرتبة العليا أخلاقيا ويجرم المنقول عنه، كسبا رخيصا ولا اكثرات من الاذى الذي سيلحقه بك او التضليل والتجريم الذي سيمارسه بهذه الطريقة عليك، ولكن لان الأمر متعلق بنسب حديث عني فالأفضل للاخرين الاستماع مني مباشرة لان موقفي معلن تجاه هذه القضايا ولا اخفيها.

اولا عندما اتخذت موقفا للانحياز للنضال المسلح او العنيف كنت على قناعة كاملة بأنه السبيل الوحيد لتحقيق التغيير عبره وقضيت فيه أكثر من عقد من الزمان دفعت فيه ثمنا باهظا في شخصي واسرتي الصغيرة والممتدة وقبيلتي وأهلي، فلم يسلم من دفع الثمن اخوتي ووالدي واعز اصدقائي واخوالي واعمامي، وسوف تظل اسرتي ناقصة الي الأبد ومن نفس هذا الجيش فقد فقدت أعزائي وسجن والدي في سجون الاستخبارات العسكرية لشهور حتى تفاقم الحصوات في جسمه ولم يتلقى العلاج والرعاية وعندما عدت حاولت اللحاق به وعلاجه ولكن كان القدر اسرع فادى هذا التدهور لوفاته لاحقا.

وقد قررت ترك كل هذا التوجه طوعا لبدء حياة جديدة خالية من اي دعوات للعنف والتصعيد والاستفزاز ودعوات مواجهة المسلحين وتحديهم واختلاق البطولات أمامهم كسبا شخصيا وترفيعا لمقام نفسي أمام شريحة الثوار لم اتركه عن فراغ وإنما انا وصلت الحد من الألم والفقد البكاء والنحيب والخذلان من كل هذا، فلا انتي ولا مليون غيرك يمكن أن يجعلني ان أعود الي تلك الأيام، قررت أن أعود و اقود عمل سياسي سلمي بشخصي ومع رفاق خالي من كل دعوات العنف ودعوات شد الحبل وتسميم الأجواء لحد الانفجار، ولا حتى الاساءات والتطاول على الآخرين، فليتحمل الدم شريحتين يا إيثار من يدعوا الشباب للخروج لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة ومن يستخدم العنف في مواجهة القوات الأمنية ومن يطلق النار عليهم، لست انا من بين هؤلاء ولا انا حيطة قصيرة تعلقون علي خذلانكم، ولو كنت أريد كل ذلك لانضممت ببوست واحد فقط لزمرة المرابين المزايدون الكذبة خاصة وراء البحار الذين يكتبون البوستات نهار وربما احدهم في لا وعي ولايبكون على الفقد ليلا مثلما بكينا وتركونا وحدنا نتألم ولا يكثرون بأن بدعواتهم هذه هنالك أرواح تزهق ونفوس تتألم.

انا اتخذت سبيل النضال بالكلمة فقط واستخدم المنطق والصبر وطولة البال واعفي عن كثير قد ترونه جبن وقيل عند السودانيين (من عنده الرئاسة لا تكمل معه الفراسة) انني اكتفيت من كل ما تفعلونه، وارى سبيل غير الذي ترونه لتحقيق الحكم الديمقراطي، فلا اعترض سبيلكم فلا تعترضوا سبيلي، اسلكوا طريقكم وتحملوا نتيجته فانا اريد ان اعيش في وطن اتجنب الاصتدام ولا اكثرت اذا وصفت بالجبن او الخوف او خيانة، نعم انا جبان لأنني لا اريد رؤية الدماء وانا خواف لانني اخاف على الأمهات المساكين ليس في الخرطوم وحدها ولكن في كل السودان فيؤلمني الدم أينما سكب، نعم انا خاين في نظركم لأنني لم ولن اركب موجة التصعيد لان نتيجته الخراب، انا مع موجة الحوار والمصالحة والعفو ولو في ذلك ثمن فسادفعه رافعا راسي.

انتي مسؤؤلة مع الآخرين عندما ترفعون السقوفات وتعدمون الناس المخارج فحينها سيمتلي السقف بارواح الأبرياء، ولست أنا من اعاند نهارا وافاوض ليلا، ولست أنا من ارفع رايات اللات نهارا أمام الشباب لاكون بطل وثوري وراكز ومناضل وآتي واتزلف واطالب بالمناصب والمواقع نظير المقاولة لتهدئتهم.

أكرر السبيل الوحيد أمام البلاد هو الحوار واحترام بعضنا البعض والمصالحة والعفو، ولو ملء الدم نهر النيل، فبالانتقام الثأر حتما سيزداد.

وموقفي هذا قديم قلته ايام كنت عضوا في التنسيقية وعضوا في وفد التفاوض لقوى الحرية والتغيير وقبل فض الاعتصام وهو مشهود لا أخفيه، حتى نقلت عني القولات الي قيادتي ودفعت ثمن مغادرة التنظيم الذي امضيت فيه زهرة عمري، ولا أكترث، وبعد فض الاعتصام وزهق الأرواح عاد الناس الي نفس حديثي جلسوا وفاوضوا وحاوروا ورقصوا، ونسوا من ماتوا، وعندما اشتدت عليهم الممارسة السياسية عادوا ورفعوا صور الشهداء في صفحاتهم، وصور اخوتي لم يبارحوا عيوني يوما عند النصر او الخذلان.

ومجددا اقولها كم من الأرواح نريدها أن تزهق وكم من الأمهات والاباء والاخوات نريد أن نالمهم بالفقد لنهناء بالمناصب؟ ولو ترون سبيل غير ذلك فاذهبوا انتم خلف دعواتكم وموقفكم، فلن امكث وإنما سأذهب انا ومن يؤمن بالحوار والمصالحة والعفو في سبيلنا.

رأيت صور بعض الشباب يقرؤون كتاب فن الحرب للزعيم الصيني سانتوزو وهم في المشافي، ليتهم قراوا إحدى مقولاته الشهيرة في نفس هذا الكتاب بأن القائد الناجح هو من ينتصر في المعارك دون أن يخسر أحدا من جنوده.

مبارك اردول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.