د. أحمد عيسى محمود يكتب: شعار الثورة
الخرطوم/ الرائد نت
أفرغت قحت الثورة من شعارها (حرية سلام وعدالة). ودفع الشارع الثوري الفاتورة الباهظة. بتوقف الحياة تماما. وليت الشباب المغرر بهم يعلموا بأن الحرية تعني الانضباط بالقانون. وحرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخر. والسلام يعني إنزال الأمن الشامل في حياة الناس. والعدالة قيمة إنسانية وضرورة دينية ومجتمعية. وهي لا تتجزأ. ولأهميتها ربطها رب العزة بالتقوى (أعدلوا هو أقرب للتقوى). واقترانها بميزان الإكرام الإنساني (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) دليل على عظمتها. وليت قحت وضعت الجميع تحت مظلة (التأمين العدلي). بدل الذي نشاهده من عدالة غائبة. وإن ظهرت تكون عرجاء. وخوفا على ضياع البلاد والعباد بعد سيادة قانون الغاب القحتاوي في الدولة. حسنا فعل البرهان بإصداره لقرار (حسم الفوضى). وهذا مؤشر خير وبركة. ونحن نعلم أن القوى الأمنية ذات مهنية عالية. وسوف يكون شعارها في المرحلة القادمة: (الفايت الحدود واسوا). وله الشكر أيضا لأنه أثلج صدور قوم مؤمنين. بأمره لتكوين قوات خاصة لمواجهة الإرهاب. وأظنه يقصد الإرهاب المادي. وفات عليه محاربة الإرهاب الفكري (الإلحاد والزندقة). وبذا نناشد التيار الإسلامي العريض بأنها فرصة من ذهب يجب اغتنامها. وهؤلاء الجهال والضلال ميدان فسيح للدعوة وتذكروا بشارة الحبيب عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم). لذا فالجهاد الدعوى أصبح لزاما وفرض عين على الجميع. ولا يفوت على كل ذي عقل وبصيرة بأن الإرهاب المادي وليد شرعي للإرهاب الفكري. وبعودة الشباب لجادة الطريق المحمدي. سوف تختفي المظاهر السالبة التي زرعها اليسار في الفترة الماضية وسطهم. وخلاصة الأمر نزجي التحية للبرهان على تلك الخطوات المهمة. فنحن من خلفه. فإن كان هو بالسنان. فنحن بالبيان. وبهذا التكامل بلاشك سوف يعود شعار الثورة عاليا خفاقا. وقسما برافع السماء بعد القرار البرهاني الشجاع سوف يتقدم قطار الإنتقالية نحو وجهته السليمة بعد (تمشيط) الطريق بالقانون. وإزالة متاريسه بالحجة. وحينها يكون الهتاف الداوي: (حرية سلام وعدالة) صدقا لا كذبا.