بعد الغروب| بدرالدين حسين علي يكتب: السودان فقدان البوصلة.

0

الخرطوم الرائد نت

المشهد السياسى السوداني يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، لتسارع الاحداث مع سلحفائية ملازمة لمتخذ القرار، مما ولد وضعا تذهب كل موشراته لانهيار قادم، يسير بالسودان علي طريق العراق سوريا ليبيا واليمن، ما لم تستشعر كل القوي السياسية خطورة الموقف السوداني الماثل الان.

البرهان ظل ومنذ اصبح رئيسا للمجلس العسكري يكثر من الحديث ويقل فعله، وان فعل فان ابرز سمات فعله التراجع او الوقوف متفرجا ان نتف فعله شعرة شعرة، وهذا موشر يعطي اطراف العملية السياسية الاخرين اشارة خضراء مرورا الي ما يريدون فعله دون النظر لمألات ما يفعلون.

هذه الوضعية الغريبة ذهبت بهيبة الدولة، وهذا ما يمكن ملاحظته بصورة يومية في كل مرافق الدولة التي ضربتها فوضة لم تكن معهودة في السابقين ولا سابقي السابقين، وهذا بيت القصيد.

ثم علي صعيد المواقف السياسية تشهد المتناقضات المبكيات، خروج البرهان في بيان يحمل ثورة تصحيحية بعد ان عدد كل مسالب (قحت) ووعد باصلاحات عديدة، جاء عليها حمدوك بالبلدوزر، فجعلها دكا وانصرف، والبرهان وجه في فوهة المدفع.

ثم ومنذ استقالة حمدوك والبرهان ومجلس سيادته لا يحركون ساكنا، وقحت لوحدها في الملعب تصنع ما تشاء، تحدث الناس عن عدم الشراكة مع العسكر وهي التي بالامس خرج طبالوها يمجدون العسكر ويخطبون ود الدعم السريع، وحكموا تحت حمايتهم عامين ويزيد، ارهقوا فيها خلق الله وتنعموا هم، وحينما وجدوا انفسهم في الرصيف وصفوا العسكر بكل بذيئة وقول قبيح.

ولانهم يقرأون الواقع اكثر من العسكر، ويشعرون بتثاقل خطوات العسكر، فان معدل ايقاعهم يتسارع وفقا للتحولات السياسية علي الميدان، فقد رفضوا مبادرة فولكر للتاكيد علي رفضهم لانقلاب البرهان، كسبا للشارع الذي فقدوا مواقعهم فيه، خاصة الموتمر السوداني ، في ذات الوقت الذي يحاولون ايجاد ارضية اتفاق مع العسكر تحت ظلام الليل.

وتارة اخري يصعدون ضد الجيش رجاءا في ادانة من مجلس الامن ضد الجيش السوداني تصبح كرت ضغط ينفذون من خلاله للعودة الي السلطة مرة اخري. وتارة

وحينما يصيبهم مجلس الامن بالاحباب، يعودون بحثا عن مبادرة فولكر فيصدرون مباركتهم ومشاركتهم فيها عسى ان تكون مركبهم الامن للعودة الي السلطة والتخلص من عدوهم اللدود الجيش.

وفي ظل كل هذه التحولات تظل الارادة السياسية للبرهان ومجلسه السيادي مجمدة تحت درجة الصفر، وتصبح البلاد كلها مرهونة باشارة من القوي الخارجية فنعود القهقري الي مرحلة عقدة الخواجة.المشهدوفي

اترك رد