ياسر الفادني يكتب: شطة بالكمبيوتر !

0

الخرطوم/ الرائد نت

حكى لي أحد ظرفاء مدينتنا أنه ذات يوم دخل مطعما في قلب أم درمان وأراد أن يتناول وجبة الفطور ، وقف أمام الكاشير ووجد لافتة وضعت أمامه على التربيزة مكتوب عليها : (توجد شطة بالكمبيوتر) ! ،طلب صاحبنا مايريد وقال للكاشير: عليك الله شطة بالكمبيوتر مع الطلب فأصدر الكاشير تعليماته فورا للجرسون وقال له : وعندك واحد شطة بالكمبيوتر لأبو طاقية خضراء ويقصد صاحبنا ، جييء بالطلب وظل صاحبنا يحكي لي وانا أصغي اليه جيدا لظرافته وعباراته اللذيذة في السرد ، قال لي : تأخرت الشطة قليلا لعلها دخلت معمل الحاسوب ولا أدري ؟ هل تخرج( برنت اوت) في شكل سائل أم تخرج سائلة من فلاش ! فضحكت ، المهم في الأمر أن صاحبنا ضرب الطلب مع الشطة الحاسوبية العجبية وبعد ساعات انقلبت بطنه راسا على عقب وصارت اعاليها اسافلها واموروا باظت تماما ، حتى قال لي : ذهبت إلى الدكتور وسردت له ما حدث فقال لي الطبيب : ماعندك مشكلة نعمل فحوصات أولا ومن ثم نعطيك حبوب (anti virus) تعيد لك ضبط مصنع معدتك وضحك فشفيت والحمد لله وقلت : (تاني توبة ياحبوبة ) !

من السلبيات السلوكية أن سلوك ومنهج السواقة بالخلاء السياسي الذي أتبع من قبل المدنيين في الحكومة الإنتقالية أنه إنتقل إلى جهات تجارية أخري وصار سلوكا وطريقا متبعا ، وجدث لافتة فوق محل تجاري مكتوب عليها كان( ما فاطر ما تخاطر) ! افتكرت المحل يبيع مشروبات( تقيلة) تغنيك عن الفطور مثل الباكمبا ، مديدة ، إلخ لكنني وجدته محلا لبيع التمباك ! ، وقع نظري في سوق ستة على طبلية كتب صاحبها عليها (أخصائي أمراض المعدة ) فوجدته يبيع عصائر العرديب والتبلدي والكركدي !، وجدت ترزي كاتب لافتة ملك الكباية لأنه يقيف البناطلين في شاكلة كباية يلبسونها الشباب ، وجدث آخر كاتب اختصاصي الأمراض الجلدية فعرفت أنه (إسكافي) أو (نُقُلتي) يخيط ويلمع الأحذية وجدث أيضا امرأة لها طبلية كتبت عليها ( عدم الإحساس مشكلة ) ! فعرفت أنها تبيع الشاي والقهوة !

عبارات سمعناها أيام السواقة السياسية بالخلاء التي صارت منهجا لحمدوك وزمرته المجد للساتك والمجد لمن أشعل اللساتك واشتعل ، من أشعل اللساتك واشتعل صيروا الطرق خربة ومتسخة وكالحة السواد جراء بقايا حريق اللساتك وقطعوا ارزاق المساكين بلا فائدة ، عبارة من قال أن لدينا مبلغ ٦٩ مليار دولار بحوزة رموز النظام البائد في ماليزيا ٩ مليار تعيد التوازن الإقتصادي والمتبقي يبقي رفاهية للشعب السوداني لم نر هذه المبالغ وكانت كذبة أبريل الكبرى !

لم يضيع هذه البلاد إلا الكذب وركوب لوري (الباهوقي بالدقداق) ! ، وإمتطاء( الكركابة ) التي لم توصلنا إلي أم روابة ولا حتى كوستي ! ،ضيعتنا عبارات سوف ننتصر وسوف نعبر ونور في آخر النفق سوف يظهر لم نر العبور ولم نر الانتصار لكن رأينا ( من طفي النور) و تجرعنا الصبر علقما ولا زلنا ومن قال هذه العبارات قد ذهب !..

دخلت مطعما قبل أيام في وسط الخرطوم وقلت له ما عندكم من طلبات؟ قال: عندنا كذا وكذا واخيرا قال لي عندنا ( اقاشي بالليزر) فتذكرت ما حدث لصاحبي وضحكت وقلت له : ( دي تلقوها عند الغافل ) ! اديني فول سادة فاكلت وانصرفت .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.