السماني عوض الله يكتب : قصة أسرة فقيرة مع مستطيع(1)

0

الخرطوم الرائد نت

سياسة “جوع كلب يتبعك” في العمل الانساني والخيري لا تنفع ولا تأتي بالأجر مهما قدم الإنسان من اغراءات لان قاعدة عمل الخير تقوم على (تقدم بيمناك حتي لا تعلم يسراك) حتي يتقبلها الله سبحانه وتعالى.

والذي أعطاه الله نعمة المال ويريد ان يتصدق ومساعدة الفقراء يجب أن تكون تلك الصدقة والمساعدة لوجه الله تعالى يبتغي الأجر عنده.

ما دعاني للتذكير بهذه المقدمة والقاعدة المعروفة في عمل الخير هو أن أحد الأشخاص (الذي احتفظ باسمه ورقم هاتفه ووظيفته ومكان عمله) اتصل بي مقدما نفسه بأنه يريد مساعدة “يتامي” بعد نشر حالتهم في مقال وأنه يريد رقم هاتف للتواصل معهم وزيارتهم في منزلهم برفقة زوجته.. لم اتردد في إعطائه رقم الهاتف وبالفعل اتصل بواحدة من الفتيات اليتامي وابلغهم بأنه سيزورهم…. – ليته لم يفعل -.

ومن شيمة اهل السودان إكرام الزائر حتى لو يقطعوه من اجسادهم… ذهب إليهم وقاموا باكرامه “بشاي لبن بدرة وبسكويت”.. فسألهم بأنكم ما شاء الله خيركم راقد تشربون “شاي ببسكويت”… فردت عليه احداهن وليته يعي الدرس بقولها ( الما بكرم ضيفه بالقليل لن يكرمه بالكثير)… يا لها من حكمة ويا له من كرم ويا له من درس.

شكرا أيتها الفتاة علمتينا حكمة ودرس في إكرام الزائر واعدتي المثل ( بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر).

ولم يتوقف عند هذا بل أراد أن يعرف ان كانت هنالك علاقة تربط بكاتب المقال بهذه الأسرة.. ولكني اشهد الله لم أعرف أين يسكنون في ام بدة ولم ار منهن غير اختهن الطالبة التي سلمتها أمانة من فاعل خير لسداد الرسوم الدراسية وأخرى من فاعل خير مواد غذائية.

الزائر الذي أصبح غير مرغوب في زيارته شطح ومرح وأطلق الوعود الرنانة بأنه سيقوم باعطائهم منزل يسكنون فيه مع شقيقته ودرس اخر قدمه شقيق البنات اليتامي الذي لم يتجاوز سن الثانية والعشرين من العمر عندما سأله الزائر كم سقف صرفكم في الشهر… فرد ذلك الفتي بحكمة بقوله( لا نحسبها بالشهر.. نحن ناس رزق اليوم باليوم… يوم نلقي بنصرف ويوم ما بنلقي ننوم جيعانين).

الزائر شطح ومرح وقال لهن سأعمل على تزويجكن وان معه الان مائة دولار فليذهب معي شقيقكن للسوق لصرف الدولار وتسليمكم منها مساهمتي في العلاج.. ذهب معه شقيق البنات وبعد تسليمه المبلغ قال له اريد ان ازوج واحدة من اخواتك لابن اختي)

نواصل

اترك رد