كمال كرار يكتب: تلقوها عند الغافل

0

الخرطوم/ الرائد نت

حالما نطق فولكر بحديث (التسوية)، لبسوا بدلاتهم الأنيقة أو عممهم (المفلفلة)، وكسروا التلج للأمم المتحدة، وقالوا لها (وريني التسوية واقعدي فراجة)..
وأهل التسوية هم أهل المناصب والامتيازات والسمسرة والعمولات، ومن قديم الزمان تقوم الثورات في بلادنا ويسقط الشهداء وتسقط الديكتاتوريات، فيستولى على الحكم من لا يؤمن بالشعب ولا الثورة، ويدور صراع الكراسي والمصالح وتذهب الثورة في ستين داهية..
هذه المرة الشعب صانع الثورة هو الذي يحرسها ويقاتل من أجلها..
رأيت الثوار بناتًا ورجالا.. يتصدون للرصاص والبومبان بالعزيمة الجبارة، يهزمون الكجر عند بوابات شروني، وأمام كلية الطب، ويتقدمون بشارع القصر داخل غابة من الدخان المميت.
والقوات العسكرية التي ترمي حممها على الثوار، لم تقصف الأعداء في حلايب، ولم تسترجع شبرًا من الأرض المغتصبة، وثمن الطلقة والبندقية الكلاشنكوف يبني مدرسة ومركز صحي، ولكن الأموال العامة في خدمة الترسانة العسكرية إلى حين..
وعندما انجلى غبار معركة ٩ يناير بشارع القصر.. كان الثوار يرددون السلام الجمهوري وأنا سوداني أنا، وهم يستعدون للجولة القادمة..
ما أعظمك يا شعب وأنت تهتف للوطن وتموت من أجله.
ويا أيها الخونة الذين تحتمون الآن بالسلاح والعسكر، لقد قالها الثوار كلمة لن ترتد أبدًا (١٣٠ المشنقة بس).
وبالعودة لأهل التسوية فنقول إن صفحة العسكر التي ستنطوي ستطوي معها صفحتهم، وللأبد.
وجدودنا زمان الذين وصونا على الوطن، ليس مثل جدودهم الذين هنأوا ملكة بريطانيا بالنصر وبلادنا محتلة، أو الذين نسوا دماء الشهداء عندما قالوا للجنرال عبود (عفا الله عما سلف)، وتصالحوا مع السفاح نميري، ثم تفاوضوا مع الانقاذ علي التسوية من قبل أن تنتصر ثورة ديسمبر، ولما حكموا مع العسكر باسم الشراكة تناسوا مجزرة القيادة، وتآمروا على لجان المقاومة والمجلس التشريعي، وطردوا مناديب لجان المقاومة من داخل المؤتمر الاقتصادي، وقمعوا مواكب لجان المقاومة التي كانت تتجه لمجلس الوزراء..
الآن وبعد انقلاب البرهان وصعود المقاومة يريدون أن يمارسوا هوايتهم مرة أخرى في سرقة الثورات..
تلقوها عند الغافل هذه المرة..
وأي هبوط ناعم مالو؟
وأي كوز مالو؟

اترك رد